وبدأت أخيراً عجلة كأس العالم فى الدوران بعد مجموعة مميزة من المباريات التى أظهرت الوجه الحقيقى لبطولة كبيرة تقام لمدة شهر واحد كل أربع سنوات، بعد البداية المخيبة للآمال والتى تسببت فى إصابة عشاق كرة القدم حول العالم بالملل نتيجة مشاهدة مباريات رتيبة الأداء. وأكد التقرير الذى نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الإثارة الحقيقية للمونديال بدأت تنطلق من مباراة الولاياتالمتحدةالأمريكية مع سلوفينيا والتى تذوقت فيها الجماهير حلاوة المونديال، ورغم نهايتها المثيرة للجدل بسبب إلغاء الحكم المالى كومان كوليبالى هدفا لأمريكا كاد يمنحها نقاط المباراة الثلاث بدلا من نقطة واحدة للتعادل بهدفين لكل فريق إلا أن الجماهير استمتعت بلقاء مثير من حيث الهجوم من الفريقين وتنفيذ الهجمات المرتدة بدقة. وجاءت أيضاً مباراة الكاميرون والدنمارك لتثبت قوة المونديال فى ليلة السبت البارد والتى لعبت تحت شعار «الخوف والكبرياء» والتى أسفرت عن وداع المنتخب الكاميرونى الخاسر للبطولة، وإنعاش فرص الدنمارك فى التأهل للدور الثانى بعد فوزها بهدفين مقابل هدف، فرغم تقدم منتخب الأسود غير المروضة بهدف عن طريق صامويل إيتو، فإن مارتن أولسن مدرب الدنمارك نجح فى تنظيم الصفوف مرة أخرى لتسجل هدفين من أروع أهداف البطولة حتى الآن ولربما من أروع الأهداف التى سنشاهدها فى هذا المونديال. وأكد تقرير «نيويورك تايمز» أن مباراة الدنمارك والكاميرون شهدت اختفاء صوت «الفوفوزيلا» نسبيا وتم استبدالها بالطبول الأفريقية، والتى تساهم فى بث الروح والحماس فى اللاعبين بالملعب عكس «فوفوزيلا»، التى تسبب الرعب والتشتيت، كما رفعت الجماهير بعض اللافتات المعبرة عن نجاح الحدث مثل «نحن أفريقيا المتحدة الآن»، مما يعنى أن الجماهير الجنوب أفريقية ستساند أى فريق من داخل القارة السمراء يمكنه مواصلة مشواره فى البطولة، بعد اقتراب منتخب بلادهم من الوداع عقب خسارته فى اللقاء الماضى أمام أورجواى بثلاثية نظيفة. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن موقف الفرق الأفريقية صعب فى ظل خسارة كل من الكاميرون ونيجيريا لأول مباراتين لهما بالمونديال، وامتلاك جنوب أفريقيا لنقطة وحيدة، أما الجزائر فرغم تفوقها وظهور بعض اللاعبين الجيدين أمام إنجلترا فإن فرصها فى التأهل للدور الثانى محدودة، أما منتخب غانا فلديه مواجهة مصيرية مع نظيره الألمانى للتأهل إلى الدور الثانى. إلا أن الظاهر من مباريات الفرق الأفريقية أن دور ال 16 قد يشهد غياب جميع منتخبات القارة السمراء، مما قد يؤثر على جاذبية البطولة بصفة عامة. وقالت الصحيفة أن الكاميرون التى خيبت الآمال الأفريقية ظهرت فى بداية مباراتها أمام الدنمارك كأنها تلعب بذكريات التألق فى كأس العالم 1990 بإيطاليا عندما ذهب روجيه ميلا نحو الجماهير ليرقص رقصته الشهيرة فى الدور ربع النهائى أمام إنجلترا، من خلال وجود قائد محنك اسمه «صامويل إيتو»، رغم الهجوم الذى تعرض له من ميلا نفسه قبل البطولة، إلا أن إيتو أثبت أنه ليس قائداً فقط وإنما رمز ومقاتل داخل الفريق، وفعل كل ما باستطاعته كبشر لكى يساهم فى فوز منتخب بلاده ولعب فى مركز المهاجم الصريح كما شاهدناه ينزل لوسط الملعب كصانع ألعاب. كما أنه يحظى بحب جميع زملائه، بعد أن منح كل لاعب فى الفريق ساعة قدرها 35 ألف دولار مكافأة عن التأهل لكأس العالم، بعد أن أصبح أحد أغنى لاعبى العالم من خلال مشواره فى برشلونة وإنتر ميلان. ونجح إيتو فى تسجيل هدفه رقم 46 فى 98 مباراة دولية مع منتخب بلاده، إلا أن سموم الطبول الأفريقية لم تدم طويلا ونجح الدنماركيون فى قلب المباراة لصالحهم. وطرحت الصحيفة فى نهاية تقريرها سؤالا مهماً هو: هل ستحظى البطولة بدعم بعد خروج الفرق الأفريقية واحداً تلو الآخر بداية من الكاميرون واقتراب كل من نيجيريا وجنوب أفريقيا والجزائر، والمنافسة الصعبة التى تنتظر غانا وكوت ديفوار.