نشب خلاف بين ممثلى الحركات الإسلامية فى العالم العربى أمس، فى ثانى أيام مؤتمر «مستقبل الأمة الإسلامية.. آمال ومعوقات» الذى يعقد فى العاصمة البريطانية لندن، وينظمه منتدى الوحدة الإسلامية، حول إنشاء مجلس موحد للحركات الإسلامية يتبعه مجلس شورى عام يضم فى عضويته عدداً من القيادات الممثلة لهذه الحركات، فبينما أيد الفكرة ممثل تجمع علماء المسلمين فى لبنان، الشيخ حسان عبدالله، اعتبر أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربى، الشيخ عبدالإله بن كيران، أن تحقيق الوحدة بين الحركات الإسلامية، ضرب من الخيال، وأنه غير منطقى. قال حسان: «لابد أن تكون وحدة الحركات الإسلامية فى ترتيب الأولويات، بحيث تقوم هذه الحركات أولاً بتحديد عددها، وبالتالى تقوم بإعلان مجلس شورى عام مشكل من قياداتها، له هدف وبرنامج وقضية واحدة، وهى خلافة العالم، ولابد أن يكون تجمع علماء المسلمين فى لبنان الذى يتم أسبوعياً منذ 28 عاماً، نموذجاً وهادياً لمجلس شورى الحركات الإسلامية، فمن رحم هذا التجمع خرجت المقاومة اللبنانية، حيث رفض اتفاقية 17 آذار (مارس) والتى تقضى بالتطبيع الكامل مع الكيان الصهيونى».وأضاف حسان أن بيروت ستكون مركزاً لهذا التجمع، وخطوة نحو الطريق المنشود لما لها من سبق فى الوحدة الإسلامية بين أطياف المجتمع المختلفة. فى المقابل قال بن كيران: «من الخطأ التصور بأنه يمكن جمع الحركات الإسلامية فى صعيد واحد، فإذا كنا نريد حقيقة جمع الحركات الإسلامية فليكن من خلال واقع هذه الحركات لا من واقع ما نتمنى»، معتبراً أن طلب الوحدة بين الحركات الإسلامية من خلال مجلس شورى عام، نوع من التشتيت خاصة أن ممثلى هذه الحركات سوف يبحثون عن دور داخل هذا المجلس، وبالتالى ندخل دائرة الخلاف مرة ثانية دون أن ندرى. ودعا بن كيران الحركات الإسلامية إلى دور أكبر فى المجتمع، لأن المشكلات الكونية كفيلة بأن تستنهض هذه الحركات نحو العمل والتغيير فتترك بصمتها على المجتمع، مشيراً إلى أن من أهم التحديات التى تواجه الحركات الإسلامية، هى أنها لم تعد قادرة على صناعة وصياغة حلول للكثير من المشكلات، مثل كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، فى الوقت الذى تنجح فيه تركيا فى ذلك. وأضاف بن كيران أن الحركات الإسلامية فى العالم العربى نشأت «مشوهة الخلقة» لأنها عاشت وتربت على طلب السلطة بعد سقوط الخلافة الإسلامية، وبالتالى جرى عليها ما يجرى على طالب السلطة، فضلت الطريق، موضحاً أن هناك فرقاً كبيراً بين طلب السلطة، وإقامة الدين، مؤكداً أن الإنسان وجد فى المجتمع ليس للخلافة كما يظن الناس، وإنما لعبادة الله، وتأتى الخلافة بعد تحقيق هذا العبادة كما جاء فى قوله تعالى «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»، الذاريات (56) مدللاً على قوله بنجاح الأفغان فى الوقوف أمام الروس، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً عندما سعوا إلى السلطة فتناحروا وتقاتلوا. وطالب الدكتور كمال الهلباوى، أمين عام منتدى الوحدة الإسلامية، بضرورة إنشاء نظام عالمى جديد يشارك فيه عدد من الدول التى ترفض النظام الحالى، موضحاً أن الهدف من إنشاء النظام الجديد هو رفض الهيمنة العالمية القائمة والمتمثلة فى مجلس الأمن، والدعم الدائم للكيان الصهيونى فى احتلال فلسطين، ومواجهة جميع الأطماع الاقتصادية، وفرض الثقافة الغربية.