ترتيبات دولية وإقليمية جديدة ترسم ويتم التحرك فى اتجاهها بشكل هادئ ومتقن.. تجد مقاومة عند البعض فقط ليضمن مصالحه الشخصية أولاً قبل المصالح الوطنية وقد تجد ترحيباً ومساعدة لدى أطراف أخرى من باب طوق النجاة الوحيد المطروح أمامها.. ولكن الجميع يعلم ومتأكد أن الخريطة تتغير بهدوء، فهناك قوة ومساحات ستترك لمن يستطيع الاستمرار والتجويد والاحتفاظ بأهم الأوراق، ف«العراق ولبنان والصومال وإيران واليمن» كلها أدوات ضغط، واليوم هناك التخطيط والتجهيز لتحرك سفن مساعدات «مريم» اللبنانية لتساهم فى رفع الحصار عن غزة، وبالطبع الأهداف سياسية من الدرجة الأولى وبعيدة عن الشكل الإنسانى الذى يتشدق به الجميع.. والسبب بسيط وهو التوقيت، فالحصار منذ ما يقرب من 4 سنوات.. «فلماذا الآن» بعد عقوبات إيران وفشل المفاوضات الفلسطينية للمصالحة بين الأطراف، وعملية السلام النائمة فى غرفة الإنعاش وحالة البرودة لعودة سوريا إلى فاعليتها المعهودة فى المثلث المصرى السعودى السورى؟ وبالتالى فسوريا لا تريد أن تغير من اختياراتها مع إيران ولكنها تريد أن تغير الموازين.. تخاف وترفض الحرب ولا تقبل السلام ولكن الكلام هو شعار دائم لها.. سوريا دولة مجتهدة فى اللعب على الوقت وإلقاء التصريحات فقط لا غير. ■ فالحكومة فى بيروت لا تستطيع منع السفن من الانطلاق من الشواطئ اللبنانية لأن هذه الحكومة وهذه الدولة بصراحة تقع تحت هيمنة سلاح حزب الله الإيرانى، وهذه الحكومة مشكلة من أعضاء لهم ولاء لسوريا وإيران وأيضاً هناك سلاح فلسطينى داخل وخارج المخيمات الفلسطينية يأتمر بأوامر غير فلسطينية ولكنها «سورية إيرانية» مما يجعل هذا التطور شعلة فى بداية الحرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ومن ثم قد تتطور وتصبح إسرائيلية سورية لبنانية.. فهذه السفن اللبنانية الواضح من تركيبتها والأسماء والجهات التى تدعمها كلها أنها تنتمى إلى حزب الله وحركة حماس لذلك ذهب البعض بعيداً فى تصريحاته لتحمل تخوفاً من الأوضاع المتأزمة تصاعدياً بين أعضاء مثلث الشعلة للحرب الجديدة فى المنطقة وهم سوريا لبنان إسرائيل، فحصر سلاح الميليشيات وتأكيد قوة الدولة اللبنانية هو ما يؤخر الحرب والعكس صحيح. ■ إذن الحل أن هذه السفن تذهب إلى العريش بناء على شروط الدولة المصرية وتدخل من المعبر المفتوح أو من حيث يرى المسؤولون المصريون من خطوات تضمن وصول المعونات مع ضمان سيادة الأرض المصرية.. ولكن هل الهدف يخدم وصول مساعدات فقط أم تغيير الأوضاع إلى جهة غير مضمونة؟!! ■ فإن كانت تركيا احتكرت البطولة فى «أسطول الحرية» الماضى منذ أيام فهناك جهات تطمح فى أن تكون حجر الأساس فى تغيير حالة الثبات التى تشهدها المنطقة، الآن. لبنان رأس الحربة والساحة المتاحة للحرب، الآن، وهناك من سيدفع الثمن فهل سيكون حزب الله مندوب إيران الدائم فى المنطقة، أم هى سوريا، بوابة إيران، والسبب الأساسى فى توغلها فى الدول العربية.. أم الاثنان معاً؟! ■ فالمسار الإيرانى المتزايد فى تعقيده، المفاوضات الإسرائيلية المتوقفة مع الفلسطينيين + تصاعد عمليات التسلح بين الميليشيات + اقتراب تقرير المحكمة الدولية فى اغتيال الحريرى وتوجيه الاتهام إلى هؤلاء، سواء كانوا لبنانيين موالين لسوريا أو إيران وهذا ليس كلاماً ولكنه اتهام بدليل وبرهان = حالة تفاعل أحد المسارات قليلاً مما يجعل نيران الحرب تشعل المنطقة. ■ فمن هو العبقرى الذى لديه حل واقعى للتحرك وتجنيب المنطقة ولجم إيران وإسرائيل وعدم دفع الجميع إلى نار جهنم وتغيير معالم المنطقة فى القريب؟ ■ فبعد كل حرب هناك تسوية والآتى الآن تسوية بين العرب والإيرانيين بما يرضى إسرائيل وأمنها على المدى البعيد. [email protected]