شددت إسرائيل حصارها على قطاع غزة، أمس، وأغلقت المعابر التجارية المؤدية إليه لمدة يومين، وذلك رغم قرارها بتخفيف الحصار الذى تفرضه على القطاع منذ 3 سنوات. وأكدت مصادر فى لجنة إدخال البضائع الفلسطينية إلى قطاع غزة لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» أن السلطات الإسرائيلية قررت إغلاق المعابر التجارية المؤدية إلى قطاع غزة أمس واليوم السبت. وقال رئيس اللجنة المهندس رائد فتوح إن إسرائيل أغلقت معبرى «كرم أبوسالم» و«المنطار»، ومن المتوقع أن يعاد فتحهما صباح غد الأحد أمام البضائع. فى سياق متصل، أعلن نائب وزير الخارجية الإسرائيلى دانى أيالون أن تل أبيب تدرس «بإيجابية» فكرة مشاركة دولية فى نقاط المراقبة عند معابر نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وقال أيالون «إن الأوروبيين كانوا أصلا موجودين فى رفح للمشاركة فى مراقبة نقاط العبور إلى غزة وسنعيد درس هذا الملف». على صعيد متصل، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر بيانا باللغة الإنجليزية عقب نهاية اجتماع حكومته المصغرة، أمس الأول، يشير إلى قرار بتخفيف الحصار، إلا أن مكتب نتنياهو أصدر بيانا آخر باللغة العبرية لم يتضمن أى إشارة إلى هذا القرار. وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية قامت عمدا بإصدار بيانين متباينين بهدف شراء الوقت، خصوصا مع تعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط دولية لتخفيف الحصار المفروض على غزة منذ 2007. وكشفت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلى تلقى أوامر للتصدى لسفن الإغاثة التى ستنطلق من لبنان متجهة لغزة، وقالت: «إن التوجيهات التى تلقاها الجيش من المستوى السياسى تقضى بالتصدى للسفينتين اللبنانيتين وإيقافهما مع اللجوء إلى استخدام القوة إذا دعت الضرورة إلى ذلك». وأوضحت أن الدوائر الأمنية الإسرائيلية لا تملك معلومات أكيدة عن موعد إبحار السفينتين اللبنانيتين «ناجى العلى» و«مريم»، نظرا لورود معلومات متناقضة من لبنان بهذا الشأن، غير أنها أكدت أن قوات حرس السواحل وأفراد الصاعقة البحرية الإسرائيلية سيلجأون إلى طرق وأساليب مشابهة جدا لتلك التى كانوا استخدموها ضد أسطول الحرية فى 31 مايو الماضى. ونقلت «هاآرتس» عن مصدر أمنى قوله «حتى الآن وبعد جميع الأحاديث والأقوال والانتقادات لم تتم بلورة طريقة بديلة لإيقاف السفن. وإذا كان هناك أحد لديه حل مغاير، فمن المستحسن أن يقوله الآن». وتحت عنوان «رشوة للعالم الغربى»، نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا، اعتبرت فيه أن الإعلان الإسرائيلى بتخفيف الحصار ما هو إلا خطوة لا مفر منها قامت بها إسرائيل «كرشوة» للولايات المتحدة والمجتمع الدولى، لتخفيف الانتقادات الدولية التى وجهت لها بسبب هجومها على أسطول المساعدات، الذى كان متجها إلى غزة. وتؤكد الصحيفة أنه ربما سيتم السماح بدخول بعض السلع ولكن الحصار على غزة سيظل مفروضا لتضييق الخناق على حركة حماس. واعتبرت الصحيفة أن الحكومة اليمينية فى إسرائيل لن ترفع الحصار عن قطاع غزة مهما كانت الضغوط من جانب الولاياتالمتحدة أو أى بلد آخر، لأن إسرائيل تعتبر الحصار أمرا ضروريا لصالح أمنها وأن رفعه سيخدم مصالح حركة حماس.