نشر موقع «جول» العالمى تقريراً تحت عنوان «لماذا (جابولانى) هى الكرة المناسبة لمونديال جنوب أفريقيا؟»، نظرا لحالة الهلع التى انتابت الحراس قبل المونديال من خفتها والمشاكل التى تحدث منها إلا أن التقرير شبهها بما حدث مع جنوب أفريقيا نفسها قبل انطلاق البطولة من حملة تشكيك فى قدراتها بسبب الهاجس الأمنى. وقال التقرير: قبل انطلاق البطولة ركزت وسائل الإعلام العالمية حول المخاطر التى تحف رحلة السفر إلى جنوب أفريقيا لتشجيع أى فريق خلال البطولة التى تقام كل أربع سنوات بين 32 فريقا هى الأقوى بين منتخبات العالم بعد نجاحها فى تجاوز فترة تصفيات صعبة داخل جميع قارات العالم. وأظهرت التقارير الإعلامية أن جنوب أفريقيا بلد غير آمن، نظرا لانتشار جرائم الاختطاف والسرقة بالإكراه والقتل ضربا بالرصاص، إلا أنه قبل انطلاق البطولة نشرت حكومة جنوب أفريقيا ما يزيد على 45 ألف فرد أمن بالبلاد للتغلب على قضية ضعف الأمن، إلا أن نسبة الحضور انخفضت رغم تلك الخطوة، وقام نحو 100 ألف زائر بإلغاء حجوزات سفرهم إلى جنوب أفريقيا خوفا من القصص المرعبة التى يسمعونها عن البلد، فمثلا سمع البعض أن نحو 50 شخصا يقتلون يوميا فى بلاد «قوس قزح» وهو نفس الرقم المعروف فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكن أمريكا يفوق عدد سكانها جنوب أفريقيا بست مرات، فضلا عما تردد عن اختطاف السيارات فتحولت جنوب أفريقيا إلى مكان مرعب. إلا أنه وبعد نهاية جولة كاملة من الدور الأول ورغم الأداء غير الممتع للفرق المشاركة فى البطولة مما أصاب الجماهير بخيبة أمل، فإن الجماهير التى تحدت الخوف لم يحدث لها أى شىء من قبل المجرمين العتاة الذين سمعوا عنهم، فمع وجود واقعتى سرقة وعمل شغب مازال ما سمعنا عنه بعيداً، ولم نر أن جوهانسبرج مكان للحرب كما سمعنا رغم إحكام الأمن فى الملاعب وانتشار الشرطة فى كل مكان، ومع ذلك فإن القصص حول الخوف من الهاجس الأمنى مازالت منتشرة بسبب السمعة المشهورة بها جنوب أفريقيا. وضرب التقرير مثلاً بكأس العالم الماضية فى ألمانيا قائلا: فى بطولة 2006 بألمانيا لم تقع أحداث أليمة أو جريمة، وكان يقال عنها إنها حدث طارئ أو عشوائى، أما جنوب أفريقيا فأول كلمة ينطق بها هى أنها فشلت فى التنظيم وهو ما ينافى الحقيقة. وربط التقرير بين الهاجس الأمنى لجنوب أفريقيا ككل، والهاجس الأمنى لحراس المرمى قبل كأس العالم من الخطر الذى تمثل فى الكرة التى يلعب بها المونديال والمسماة «جابولانى». فقبل انطلاق المونديال أعلن أكثر من لاعب عن قلقهم إزاء «جابولانى»، وتم التعامل معها على أنها حدث عادى يتكرر قبل كل مونديال وينتهى مع بداية البطولة، إلا أن هذه المرة حدث العكس وتزايدت الأصوات المرعوبة من الكرة مع انطلاقه بعبارات مثل «هى كرة صعب التحكم بها» أو «الكرة تقوم بأشياء مجنونة فى الهواء». وأوضح التقرير: لاحظنا أن الكرة تقوم بأشياء غريبة وبالنظر إلى مواصفاتها فهى خفيفة جداً حتى إن براين دونسيس قائد منتخب أمريكا الأوليمبى السابق شبهها ب«الذبابة»، مما دفع المنتخب الأمريكى بالكامل لتغيير استراتيجيته فى التعامل مع الكرات للتأقلم عليها. وأضاف التقرير: «جابولانى» يصعب التحكم فيها وهذه حقيقة ولكن هذا لا يعنى أنها تتحمل مسؤولية الهدف الذى دخل مرمى روبرت جرين حارس مرمى منتخب إنجلترا، فيمكن أن يكون الخطأ بسبب الوقوف الخاطئ للحارس أو تعرضه لضغط مما جعله أكثر عصبية أو أى شىء باستثناء الكرة، فهو مجرد خطأ من حارس إنجلترا لا يمكن أن نحمله للكرة. ويكفى للكرة أنها تحقق الإثارة المطلوبة فى كأس العالم، وأصبح لمباريات المونديال مذاق خاص يسمى «جابولانى» تذوقه كل من تابع المباريات وشاهد الكرات العرضية وهى تبتعد عن رؤوس المهاجمين، والكرات البينية تهرب من تحت الأقدام أمام المرمى، فأصبحت جابولانى مثل «المطر» أو اللعب فى الجليد. واختتم التقرير بالقول إن كأس العالم وجابولانى تقامان فى مكان الجريمة فهما مرتبطتان بالحدث والمكان.