لماذا لا يكون لدينا فى مصر «موسوعة معلوماتية» كتلك التى يمتلكها العديد من الدول؟ سؤال طرحه وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى مؤخراً على أعضاء المجلس الأعلى للثقافة الذين أجابوا عليه بعدم وجود ما يمنع ذلك، ليكون قرار الوزير الذى صدر مؤخراً بالبدء فى تنفيذ ذلك المشروع العلمى الضخم للانتهاء منه فى السنوات المقبلة مهما طالت، المهم أن نبدأ. «لقد أراد فاروق حسنى أن يتوج أعماله فى وزارة الثقافة بتلك الموسوعة المصرية التى تأخرنا فى تنفيذها سنوات طويلة، قد لا يحضر لحظة الانتهاء منها ولكن يكفيه أنه صاحب خطوة البداية».. هكذا جاءت كلمات الكاتب أنيس منصور، رئيس اللجنة التى شكلها فاروق حسنى للإشراف تنفيذ على مشروع الموسوعة المصرية، وأضاف فى حديثه مع «المصرى اليوم»: «لقد تأخرنا بالفعل، فالموسوعة البريطانية ظهرت فى القرن ال18 فى مجلدين وباتت الآن 32 مجلداً، ولكنهم منذ البداية خصصوا هيئة مهمتها متابعة الموسوعة وتحديثها بالإضافة أو التعديل أو التصحيح كل عامين. وكل الدول تتباهى بما لديها من موسوعات فى مقدمتها البريطانية والأمريكية والفرنسية والإيطالية، حتى السعودية لديها موسوعتان أصدرهما الأمير سلطان بن عبدالعزيز»، حديث الكاتب أنيس منصور طرح العديد من التساؤلات حول تلك الموسوعة المزمع إصدارها، وفى مقدمتها عدد المشاركين فى تنفيذها ونوعية تخصصاتهم، وهو ما يجيب عنه قائلاً: «سيشارك فى تنفيذ هذه الموسوعة عدد هائل من العلماء والأدباء والباحثين والصحفيين المصريين ومن جميع التخصصات، الموسوعة البريطانية على سبيل المثال تفرغ لها 2000 متخصص بالإضافة لمساهمين بلغ عددهم 4000 تقريباً. نحن نتحدث عن نحو ربع مليون مقالة، ولذا فأنا أتمنى أن يتبع هذا المشروع الثقافى الضخم رئاسة الجمهورية لكى يكون هناك خط واضح للموسوعة لا يتغير بتغير المشرفين عليها، وحتى لا تموت الفكرة لو ترك فاروق حسنى الوزارة». وأوضح أن التمويل لن يكون مشكلة، مشيراً إلى أنه قد يكون عن طريق التبرعات أو منحة من اليونسكو، المهم أن توضع قواعد صحيحة ومدروسة تحدد جميع التفاصيل حتى نوعية الورق والحبر والرسومات والخرائط والألوان، ويجب أن يُترك الخبراء يعملون بحرية حتى يقدموا عملاً قيماً يليق باسم مصر. ولفت «منصور» إلى أن اللجنة تفكر فى نهج أسلوب الموسوعة البريطانية فى تقسيم المجلدات إلى أربعة أقسام هى «المكروبيديا» أى الموسوعة الكبرى، و«ميكروبيديا» الموسوعة الصغرى، والقسم الثالث للخرائط، أما القسم الرابع فهو للفهارس. وأضاف: «لم نحدد بعد، ولكن الشىء الذى أتمناه أن تُصاغ المعلومة بأكثر من أسلوب لتناسب جميع الأعمار والمستويات الثقافية والفكرية للمصريين كما يحدث فى الموسوعات العالمية التى تعرض المعلومة، مهما كانت نوعيتها وصعوبتها، بأسلوب يفهمه المتخصصون والشباب وحتى الأطفال». ولا يعرف الأستاذ أنيس منصور متى يمكن للمصريين أن يمسكوا فى أيديهم أول موسوعة معلومات مصرية، ويقول: «الأمر قد يستغرق عامين أو ثلاثة لصدور المجلد الأول، لكنه يعلم أن الحلم قد بدأ دون أن يعلم أحد متى يصبح حقيقة».