سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء الشؤون الإسرائيلية يعلقون على قراءة «المصرى اليوم» لكتاب «بنو إسرائيل فى القرآن»: اليهود يرون أنفسهم شعب الهداية.. والعنف سمة فى الطبيعة اليهودية
اعتبر عدد من خبراء الشؤون الإسرائيلية أن جذور العنف فى التاريخ اليهودى لا تعتمد على درجة ما يتمتع به هؤلاء من قوة أو ضعف، وذلك ينبع من نظرتهم الدونية لكل من هو غير يهودى، فيطلقون عليه «جوى»، ويحق لكل يهودى أن يقدر بشخصه حجم الخطر الذى يمثله هذا ال«جوى» ليتخذ ضده أى رد فعل يراه مناسباً لحمايته منه. وأكدوا تعليقا على قراءة «المصرى اليوم» لكتاب «بنو إسرائيل فى القرآن» لفضيلة الإمام الأكبر د. محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر السابق، أنهم يرون أنفسهم متميزين لكونهم، حسب تصورهم، أول شعب حمل رسالة التوحيد الإلهية وقت الفراعنة، وحاليا يرونها تتحقق بشكل أكبر لأنهم يمتلكون أكبر رؤوس الأموال فى العالم. أكد الدكتور إبراهيم البحراوى، أستاذ الدراسات العبرية فى جامعة عين شمس، أن للعنف جذوراً لدى اليهود وإن تطورت أساليبه فى العصر الحديث، وقال: «استخدام اليهود العنف فى حياتهم وتعاملاتهم مع الآخرين لم يرتبط عبر التاريخ بقوتهم أو ضعفهم، فهذه سمة فى الطبيعة اليهودية». واستشهد البحراوى بالفترة الزمنية التى شهدت بداية إقامة الدولة الصهيونية، وقال: «كانت دولتهم فى حالة ضعف شديد، وكانت فلسطين خاضعة للحكم العثمانى، ولم يكن قد صدر وعد بلفور، وكانت القدرات القتالية للحركة الصهيونية ضعيفة للغاية، وفى ظل تلك الأجواء ظهر العديد من المقالات التى تهدف إلى إيجاد نهج للتعامل مع شعب فلسطين. وكان هناك تياران لإقامة الدولة الصهيونية، أولهما كان تياراً ذكياً، لأحد أكبر المفكرين الصهاينة ويدعى (أحاد هاعام)، الذى أقر بضرورة الدعوة إلى إقامة تلك الدولة الصهيونية على أرض فلسطين عن طريق ترويض العرب المقيمين عليها بالحسنى، حتى يقبلوا الفكرة الصهيونية، لكن سرعان ما رُفضت هذه الفكرة وتبلورت فكرة أخرى مضادة دعا إليها (يوسف كلالوزنر)، الذى صمم على أن الطريق الوحيد لإقامة الدولة الصهيونية على أرض فلسطين هو إبادة الشعب الفلسطينى، واستخدام العنف الدامى لطرده من الأرض، وهى الفكرة التى مال إليها بالطبع الشعب اليهودى لأنها تلاءمت مع ميوله العدوانية، والفكرة تحمل بالطبع تحريضا مباشرا يحمل روح العنصرية ، ووقتها قال (يوسف كلالوزنر) : (لا ينبغى على الشعب اليهودى الذى عاش بين شعوب متقدمة فى أوروبا أن ينحدر إلى مخالطة شعب بدائى وهمجى)، قاصدا الشعب الفلسطينى». «جوى» مصلح أطلقه اليهود على كل من ليس يهودياً، حسب ما أشار إليه البحراوى، ويعنى الأغراب الوثنيين، الذين يرفض اليهود الزواج منهم أو حتى تطبيق الوصايا العشر عليهم ومن حق اليهودى أن يحدد من وجهة نظره الشخصية حجم الخطر الذى يمثله له «الجوى»، ومن حقه أن يأخذ ضده رد الفعل الذى يراه مناسباً لحماية نفسه منه، وقال: «نجد هذا التصور واضحا فى الاعتداء الإسرائيلى الأخير على أسطول الحرية، حيث كان من المقرر حسب ما أعلنته الرواية الرسمية للدولة الصهيونية أن تنزل الطائرات الهليكوبتر الجنود الإسرائيليين فوق سطح السفينة، لمواجهة مَنْ فوقها، لكن قائد الطائرة الهليكوبتر نظر إلى المدنيين فوق سطح المركب بأنهم «جوييم» وأن إنزال الجنود إليهم يمثل خطراً على حياة الجنود لذلك قرر أن يطلق النار عليهم حتى قبل إنزال الجنود وهو ما أكده شهود عيان ممن كانوا على سطح المركب. وواصل: «إذا ما بحثنا فى التاريخ عن تعالى اليهود على الآخرين ونكرانهم الجميل نجد أن ذلك ينبع من رؤية اليهود لأنفسهم بكونهم شعب الهداية، وأنهم أول من حمل رسالة سماوية، ونظروا للفراعنة المصريين وقتها على أنهم أقوام وثنيون، لا يؤمنون بالإله الواحد، الذى جاءت به رسالة موسى، وهذا الفهم ترتب عليه إدراج خاطئ عنصرى، اعتبر أن حملهم الرسالة السماوية يعطيهم منزلة أعلى من البشر الآخرين، وبالتالى أحلوا لأنفسهم خداع المصريين والاستيلاء على ذهبهم ثم أحلوا لأنفسهم دخول فلسطين، وسفك دماء الشعوب التى تعيش هناك، وإن كانوا هم أصحاب الأرض الأصليين». وقال عماد جاد، رئيس تحرير مجلة «مختارات إسرائيلية» بمؤسسة الأهرام: «إن تاريخ العنف فى الجذور اليهودية ينبع من نظرة اليهودى للغير، حيث يرى أن الآخر مخلوق لخدمته، وأن لامه لا يتساوى مع دم اليهودى، حتى إذا ما ارتكب اليهودى جريمة أخلاقيه فى حق غير اليهودى، فإن عقابه عليها سيختلف». وأرجع جاد انتشار ذلك المفهوم إلى أبعاد تاريخية تجسدت فى شرق ووسط أوروبا حيث كان يجتمع اليهود فى حى مستقل بهم هناك، رافضين فكرة الاختلاط بالآخرين، الذين يسعون لاضطهادهم بسبب تميزهم، فهم شعب الله المختار فضلا عن تمتعهم برأس مال قوى فى تلك الأجواء كان نابعاً من تعاملاتهم بالربا، فلدينا فى العالم 12 مليون يهودى، يمتلكون أكبر رءوس أموال فى العالم، ورغم أن عددهم لا يمثل سوى 2% من سكان الولاياتالمتحدةالأمريكية إلا أنهم يتحكمون برأس مالهم فى الانتخابات الأمريكية وبقوة، فيرون أنفسهم عباقرة العالم، وفكرة احتلال فلسطين كانت بهدف البحث عن وطن يتجمعون فيه ويحيمهم من الاضطهاد. وأكد جاد ترسخ مفهوم القوة لدى اليهود قائلاً: «ينظر اليهود إلى المعاهدات الموقعة مع الآخرين بأنها لا قيمة لها، لأن مصدر حمايتهم هو استخدامهم للقوة، فقالوا إن معاهدة السلام على سبيل المثال لا تساوى لديهم قيمة الحبر المكتوبة به، وبالتالى تكون القوة هى الأداة الرئيسية لتحقيق أهدافهم وإنجازاتهم». وهو ما أيده الدكتور عمرو هاشم، رئيس وحدة الدراسات المصرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، وقال: «يرى اليهود أن الله ميزهم عن الآخرين، وهو ما دفعهم لاستخدام تلك الميزة من أجل تحقيق أغراضهم الدنيوية، فمنذ القدم نجد أنهم ساعدوا أعداء مصر فى الخارج، رغم أن المصريين مدوا لهم يد العون، وترسخت لديهم مفاهيم العنف والكراهية للآخرين، والرغبة فى التزوير من أجل تحقيق مصالحهم».