ما بين ابتسامات «كثيرة» ودموع «قليلة».. أدى نحو 249 ألفاً و491 طالبا وطالبة فى المرحلة الأولى، أمس، أول «امتحاناتهم» فى مادة اللغة العربية، والذى وصفه عدد من المدرسين بأنه «أسهل» كثيرا من الأعوام السابقة بالرغم من كثرة عدد الأسئلة، واحتياجه بعض الوقت الإضافى. وتباينت آراء الطلاب حول سهولة وصعوبة الامتحان، حيث أكد عدد منهم أن الامتحان جاء «عكس» توقعاتهم، وأنه كان «سهلا» للغاية بالرغم من طول الأسئلة، فيما اعترض عدد آخر على أسئلة الأدب والنصوص والجزء الأول فى التعبير، معتبرين إياها «غير مفهومة» وغامضة. ووصف الطلاب أسئلة الأدب بأنها «سخيفة»، وأن الوقت المتاح للإجابة غير كاف بالمرة بالنسبة لطول الامتحان ونقاطه المتعددة. وفى الوقت الذى شدد فيه الدكتور عبدالعظيم وزير، محافظ القاهرة، أثناء تفقده لجان الامتحانات، أمس، فى مدرستى الخديوية الثانوية بالسيدة زينب، ومدرسة النيل الثانوية للبنات بمصر القديمة، على توفير المراوح والمياه المثلجة للطلاب، اعترضت بعض الطالبات فى منطقتى المبتديان والسيدة زينب على عدم وجود «وسائل الراحة» كما وعد المحافظ والوزير بدر، حيث افتقدت اللجان المراوح والمياه المثلجة، متسائلات عن كيفية تأدية زملائهن فى المرحلة الثانية امتحاناتهم «ظهرا» وسط هذا «الجو». وفى منطقة شبرا، سادت حالة من الهدوء بين اللجان، وجاءت الشكاوى خاصة بالوقت، وأشار الطلبة إلى أن طول الأسئلة تسبب فى عدم قدرتهم على كتابة موضوع التعبير بشكل جيد. ولأول مرة يشيد الطلاب بسهولة أسئلة النحو بالرغم من طولها، بينما أبدوا اعتراضهم على أسئلة النصوص والأدب، وقال على كمال: «سؤال الأدب كان طويلا للغاية، وتحتاج إجابته كتابة ثلاثة أرباع المنهج، بالرغم من أن درجاته لا تعدى 4 درجات. وشكا محمد مصطفى من وجود سؤال لم يتكرر كثيرا على مدار السنوات الماضية فى النصوص، وهو الاستشهاد من الأبيات، الذى يتطلب حفظ النصوص وهو ما وصفه ب«المستحيل»، لتعدد النصوص وصعوبة حفظ أبياتها. بينما احتجت طالبات مدرسة الحلمية بنات على توزيع أوراق الأسئلة بعد مرور نصف ساعة من الوقت، وهو ما أثر على إجابتهن، خاصة مع طول الامتحان. وبالرغم من تحذير وزارة التربية والتعليم والمحافظات من تواجد أولياء الأمور والباعة الجائلين أمام المدارس، إلا أن ذلك لم يطبق، ولم يستجب أولياء الأمور وظلوا واقفين أمام اللجان لحين خروج أبنائهم للاطمئنان عليهم. وشهدت جميع المحافظات على مستوى مصر، شكوى من طول الأسئلة وضيق الوقت، خاصة أسئلة الأدب والنصوص والتعبير، مؤكدين أنهم لم يدرسوا موضوعات مشابهة لتقرير أطفال الشوارع الذى كان أول سؤال فى الامتحان. وفرضت محافظة المنيا حظر تجول أمام اللجان، وقرر الدكتور المحافظ أحمد ضياء الدين، تخصيص سيدة من الملاحظات لتفتيش الفتيات، مع حظر استخدام التليفون المحمول سواء للطلبة أو المراقبين أو الملاحظين، بحيث يصرح باستخدامه لرئيس اللجنة فقط للإبلاغ عن أى مشكلة تحدث داخل اللجان. وفى الإسكندرية، تسبب حريق نشب داخل قصر قديم بمدرسة الرمل الثانوية للبنين بإدارة شرق التعليمية، فى إثارة الذعر بين الطلاب، ووصول الأدخنة داخل اللجنة، وقامت 4 سيارات إطفاء بالسيطرة على الحريق، ومنح اللواء المحافظ عادل لبيب، الطلاب نصف ساعة إضافية تعويضا عن الوقت المهدر، وقال عدد من طلاب المدرسة إن النيران بدأت بعد تسلمهم ورقة الأسئلة بخمس دقائق، ووصل الدخان إلى اللجان وتسبب فى إغماءات لعدد منهم. وفى الوادى الجديد، تباينت ردود أفعال الطلاب حول السؤال الأول فى الإعراب الخاص بأسئلة النحو، وقرر اللواء المحافظ أحمد مختار رفع « المعاناة» عن المدرسين المنتدبين فى محافظته، من خلال تنظيم برامج ترفيهية لهم مع إعداد شاشات عملاقة فى الساحات المختلفة حتى يتمكنوا من مشاهدة مباريات كأس العالم . وفى الدقهلية، انتابت حالة من البكاء الهستيرى والإغماءات عدداً من الطالبات، فى لجنة مدرسة المنصورة الثانوية الجديدة، بسبب طول الأسئلة وضيق الوقت. ولأول مرة يؤدى أبناء حلايب وشلاتين الامتحانات الخاصة بهم فى الشلاتين بدلا من سفرهم إلى القصير، وذلك لتخفيف المعاناة عنهم بالسفر إلى المدينة التى تبعد عن منطقتهم بنحو 600 كيلومتر.