أرجوك سامحنى، بل أطلب السماح من كل شعوب العالم، فالعالم كله يغنى ويرقص وينتشى ببطولة كأس العالم لكرة القدم، وأنا للأسف لا أشعر بهذه المشاعر، طوال عمرى أتابع بطولات كأس العالم كلها، وأكاد أحبس نفسى فى منزلى للتفرغ لمشاهدة المباريات، هذه المرة لدىّ مشاعر متناقضة تظهرنى كأنى مريض بانفصام الشخصية.. أو شخصية حاقدة وحسودة، أو كما إنسان يضحك ويبكى فى نفس اللحظة، أو كإنسان يحب بلده ويندب حظه ويدعو على من كانوا السبب فى الفشل. حزين لأن مصر طلع عليها واحد، والسبب بعض الهواة وقليلو الخبرة، تصرفوا كالحنجورية أصحاب الصوت العالى، الذين صدعوا رؤوسنا بالدعاية لمصر للحصول على البطولة من داخل مصر، سذاجتهم صورت لهم أن زيارة أسيوط أو الإسماعيلية أو أسوان أو الغربية ستقنع الرأى العام العالمى ورجال الفيفا أننا نستحق أن تقام البطولة فى بلدنا. حضرات القراء.. أشاهد وصول فرق دول العالم فى مطارات جنوب أفريقيا بالحسرة، أشاهد نجوم البرازيل وإسبانيا والأرجنتين وإنجلترا وألمانيا وهم يضعون أقدامهم على أرض جنوب أفريقيا وأغضب، فالمفروض أن وصولهم يكون لمصر وليس لجنوب أفريقيا، العالم كله ينظر لها وكان من الممكن أن ينظر لنا، وللأسف نحن شعب لا نتعلم، فقبل التقدم لكأس العالم بأقل من سنة تقدمت القاهرة بملف للألعاب الأوليمبية وللأسف استبعدوا الملف المصرى وهو إشارة لأن نستعد أو لا نتقدم أصلاً. عزيزى القارئ.. هذا الشعور تقابله سعادة بإقامة هذه الدورة بأفريقيا لأن جزءاً من هذه الموافقة بسبب مطالب مصر وأنا وزير للشباب بأن الحلقات الخمس التى تمثل القارات موجودة ماعدا حلقة أفريقيا، وكان لنا صولات وجولات مع سامارانش رئيس اللجنة الأوليمبية وهافيلانج رئيس الفيفا. كما أننى أعتز بأننى أفريقى كما أننى كنت رئيساً للمجلس الأعلى للرياضة بأفريقيا لمدة سبع سنوات أدت فيها مصر عملاً رائعاً من أجل مصالح الرياضة بأفريقيا، ولعلى أتعجب الآن لماذا منذ عام 97 حتى الآن لم تحصل مصر على رئاسة هذا المجلس مع أنه أمر سهل وميسور. وسعيد كذلك لأننى سأتابع كرة قدم حقيقية وسأرى نجوم العالم أمامى على الملعب كما الحكام وكل منظومة كرة القدم التى نتمنى أن تكون موجودة لدينا فى مصر. عزيزى القارئ.. اعذرنى على هذه المشاعر المتضاربة. فلعل كل مصرى لديه نفس هذه المشاعر الآن.. وحسبى الله ونعم الوكيل فى الذين كانوا السبب، ومع ذلك أرجوك شاهد، اتفرج، استمتع.. آخر دقيقة لاست مينت Last Minute كلمتان موجودتان فى حياة كل إنسان عادى، وكل زعيم، وكل دولة. فى حياة كل فنان وكل شاعر وكل مثال وكل رسام. القرارات الصعبة والمهمة والحرجة يأتى معظمها فى الدقيقة الأخيرة. هذا النوع من القرارات لا ينساها متخذوها، فهى ذات مذاق خاص عندهم، فقد تكون أعظم القرارات فى هذه اللحظة وقد تكون فى الوقت نفسه أسوأ القرارات، فى أوروبا وأمريكا لديهم برامج اسمها «لاست مينت»، فهناك دائماً فرصة للحصول على كرسى فى طائرة أو قطار فى هذا البرنامج، كما أن هناك برامج سياحية وترفيهية تستطيع الحصول عليها فى آخر وقت، وكثيرون لا يسافرون ولا يضعون برامجهم مقدماً انتظاراً لهذه البرامج. ثلاثة مشاهد فى رأيى حدثت فى الكرة المصرية الأسبوع الماضى وجميعها تمت فى آخر دقيقة أو كما يسميها البعض الوقت غير الضائع، وهو الوقت الذى يسمح به الحكم بعد انتهاء الوقت الأصلى للمباراة. < المشهد الأول.. كتبت فى «المصرى اليوم» نصيحة للمهندس سامح فهمى عن أداء أندية البترول وعددها وطالبته بعدم الاهتمام بالكم والاهتمام أكثر بالكيف. وكان رأيى لو أن هذه السياسة استمرت فلا أمل فى بطولة لأندية البترول ولا بعد عشر سنوات بالرغم من المصاريف الضخمة التى تصرف على هذه الأندية وعلى الإنشاءات التى تمت فيها. وكان رأيى أن هذه الكثرة تشتت التفكير وتقلل التركيز لكثرة المشاكل التى تواجهها هذه الأندية، بالإضافة إلى المبالغ الضخمة المطلوبة لشراء لاعبين ومكافآتهم وخلافه.. وكأن رأيى أنه لو تم التركيز على ناد واحد فمن المؤكد أن الحصول على بطولة دورى أو كأس أو بطولة أفريقية سيكون من السهولة بمكان. وكان رأيى أن ما قام به المهندس سامح فهمى يشبه ما يفعله أى فنان يفضل أن يعيش مرحلة الانتشار، أى قبول أدوار كثيرة بصرف النظر عن تفاهتها أو عدم الإقبال عليها وبعدها يبدأ اختيار الأدوار المهمة التى تزيد نجوميته. وهذا هو ما حدث تماماً فى السياسة البترولية الكروية، انتشار كبير قد يكون مقبولاً فى البداية ولكن جاء وقت الاختيار والتركيز للوصول إلى البطولات، ولكن لماذا أقول هذا الكلام.. القصة الغريبة التى سمعنا عنها والخاصة باللاعب وليد سليمان.. وليد كان مصراً على الانتقال للأهلى وأن الاعتزال سيكون سبيله الوحيد لو رفض طلبه، أعلن اللاعب ذلك مراراً وتكراراً. ومع أنه من المعروف أن المهندس سامح فهمى أهلاوى يتعاطف مع النادى الأهلى.. إلا أنه من الواضح أن هناك غموضاً فى توقيع اللاعب لنادى إنبى ولمدة طويلة عمرها خمس سنوات، ولعل ذلك ما دعا وكيل اللاعب سمير السيد الذى لم يحضر التوقيع خلافاً لكل أعراف كرة القدم إلى أن يصرح تصريحات عنيفة يقول فيها إن ضغوطاً هائلة تمت على اللاعب، خصوصاً فى فترة الانهيار العصبى التى كانت لديه، وتسببت فى دخوله المستشفى وأن التوقيع تم فى ظروف غير طبيعية، كما أن اللاعب قطع اتصاله بوكيله تماماً. عزيزى القارئ.. اسمح لى أن أكتفى بهذا المشهد.. فمشاهد مباريات كأس العالم ألذ وأجمل وليس فيها ما نقرؤه وما نكتبه عن كرة القدم المصرية. مشاعر ■ محمد البرادعى.. الكتاب المصريون حللوا أداءه خلال المائة يوم الأولى.. فى أمريكا يتم ذلك مع الرئيس الجديد ويعتبرون المائة يوم هى شهر العسل مع الشعب الأمريكى.. الرئيس أوباما لم ينجح بعد انتهاء شهر العسل.. المفكر ضياء رشوان تساءل هل استطاع الرجل تحويل المطالب إلى أفعال.. إجابته كانت أنه لم ينجح فى ذلك. ■ المفكر د.مصطفى الفقى.. مدين له باعتذار حيث كتبت عن الموهوبين فى مدرسة العلوم السياسية ولم أذكر الدكتور مصطفى من بينهم. أقول دون أن يكون حبى له هو السبب إنه الألفة فى هذه المدرسة. وياليته لا يتقدم لانتخابات مجلس الشعب ويكتفى بأن يقال إنه مفكر سياسى كبير. ■ الوزيرة مشيرة خطاب.. أخطأت عندما انتقدتها بسبب بلاغاتها المتكررة للنائب العام. لأننى عندما تابعت ما تقوم به من جولات كثيرة ومتكررة فى ريف المحافظات لإجراء حوارات مع الفلاحين. رأيت أن عملها الميدانى المستمر أكثر من لقاءاتها المكتبية وهو ما يستحق التقدير والثناء. ■ المهندس أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطنى.. لابد أن نعترف بإن غرفة عمليات الأمانة العامة بشبابها وأدواتها المتقدمة هى أحد إبداعات الرجل.. ولكن هل استطاعت حشد الجماهير للتصويت فى انتخابات الشورى. وهل ستستطيع زيادة نسبة المشاركة فى انتخابات مجلس الشعب.. وذلك هو التحدى الصعب. ■ الفنان عادل إمام سفير النوايا الحسنة.. من أجمل وأروع ما قاله هذا العام إنه يعتبر أطفال الشوارع «لاجئين فى وطنهم وأنه لا يعرف لما يكبروا حيعملوا إيه لمصر» عادل إمام ممكن أن يصبح أعظم إنسان إذا ركز على المشكلات الاجتماعية والاحتياجات الإنسانية لفقراء مصر.. بدون زعل ليته لا يتكلم كثيراً فى السياسة التى تخصم من رصيده الشعبى الهائل. ■ حسام البدرى + طارق العشرى.. بكيا أكثر من مرة أثناء وبعد مباراة الأهلى والحرس.. ولست أدرى ما هى حكاية البكاء عند مدربى كرة القدم العرب.. رابح سعدان مدرب الجزائر يقال إن دمعته على عينه. وأنه يبكى كثيراً حتى فى المواقف التى لا تستدعى ذلك. إذن مصر تكسب الجزائر.. فنحن لدينا اثنان يبكيان والجزائر لديها واحد فقط.