زاد حزنى وألمى على غياب المنتخب الوطنى عن معترك كأس العالم مع اللحظات الأولى لوصولى إلى جوهانسبرج لتحليل مباريات البطولة لشبكة تليفزيون «سوبر سبورت» الجنوب أفريقية، فالفرصة كانت مواتية تلك المرة لتواجد المنتخب الوطنى، فمع الاهتمام البالغ من جماهير العالم كله، أرى أن التواجد المصرى فى المونديال كان كفيلاً بتحقيق مكاسب لا حصر لها على جميع المستويات، وأرى أن الفوز بكأس الأمم الأفريقية - رغم أهميته، وما ينعكس على الكرة المصرية من خلاله، فإن التأهل لكأس العالم، لا يضاهيه شرف، لذا تجد المنتخبات الأفريقية لا تهتم كثيراً ببطولات أفريقيا للأمم فى السنوات التى تقام فيها كأس العالم دون أن يفهم أحد أننى أقلل من إنجاز المنتخب الوطنى الذى رفع رأسى بين اللاعبين فى نادى ويستهام، الذى كنت ألعب له فى نفس توقيت البطولة. وتشعر مع الدقائق الأولى لنزول مطار جوهانسبرج، أن كأس العالم كرنفال، يمثل الابتعاد عنه خيبة أمل كبرى، لذا أتمنى للمنتخب المصرى التواجد فى البطولة المقبلة بالبرازيل. ■ من خلال متابعتى لوسائل الإعلام فى جنوب أفريقيا أعجبنى كثيراً تصريح مارتشيللو ليبى، المدير الفنى لمنتخب إيطاليا، عن عدم انزعاجه بخروج فريقه من دائرة ترشيحات الفرق المؤهلة للفوز بكأس العالم، وأن هذا لا يقلل من حظوظ فريقه رغم الانتقادات الشديدة التى واجهها والتى لم تقلل من ثقته فى قدرات لاعبيه. وأعتقد أن إيطاليا بأسلوبها الدفاعى المنظم قادرة على الوصول للأدوار النهائية مثلما حدث فى البطولة الماضية التى لم تكن الترشيحات تصب فى صالحها. كما لفت نظرى تصريحات مهاجمى منتخب إسبانيا فرناندو توريس وديفيد فيا بعدم الإفراط فى التفاؤل والتحلى ب«التواضع» إذا ما أرادت إسبانيا الفوز بكأس العالم، ودعوة المهاجمين لأن يكون التواضع من جانب الجمهور الإسبانى وهذا هو بداية التفوق للفريق الإسبانى الذى يمتلك فرصة ذهبية للفوز بالمونديال لأول مرة فى تاريخه لما يضمه من لاعبين على مستوى مدهش. ■ رغم ما يتردد عن حوادث فى شوارع جنوب أفريقيا، لكنى أشعر بالراحة والأمان وأنا أسير فى ذلك البلد الرائع لأنى على يقين من أن المسؤولين فى جنوب أفريقيا بذلوا كل ما بوسعهم للخروج بالمونديال بشكل طيب، ويكفى أن الحكومة أنفقت 174 مليون دولار على النواحى الأمنية الخاصة بتأمينات الشوارع وأماكن إقامة البعثات من خلال 44 ألف شرطى تم نشرهم فى شوارع جنوب أفريقيا. وأعتقد أن الوضع سيزداد أماناً مع انقضاء الأيام الأولى من عمر المونديال، على اعتبار أن الناس ستنشغل بالمباريات، وأن مرور كل يوم دون أزمات يقرب جنوب أفريقيا من مجد يسطره التاريخ. ■ أتوقع تألقاً غير عادى للاعب ليونيل ميسى، لاعب برشلونة ومنتخب الأرجنتين، وفان دير فارت، لاعب ريال مدريد ومنتخب هولندا، فى البطولة الحالية لكأس العالم لأنهما الأفضل من وجهة نظرى، لكن على الجمهور فى الأرجنتين وهولندا ألا يثقلا على النجمين الكبيرين لأنهما لا يستطيعان أن يفوزا بكأس العالم وحدهما.. ف«كرة القدم جماعية» والفوز ببطولة كبيرة بحجم كأس العالم يحتاج لتضافر جهود كثيرة. وأمام ميسى فرصة ذهبية ليصنع مجداً لمنتخب بلاده مثلما فعل مارادونا مع الأرجنتين وبيليه مع البرازيل بعد أن فعل لناديه الكثير لكنه لم يقدم لبلاده نصف ما قدمه لبرشلونة.