يشهد مونديال جنوب أفريقيا خليطا من المتناقضات تجعله مختلفا عن باقى النسخ الماضية، فتقام المباريات فى ظروف جوية وجغرافية مختلفة، حيث يقام بعضها على ارتفاع 1700 متر عن العاصمة جوهانسبرج، وسط درجات حرارة متباينة. ومع حلول فصل الشتاء على جنوب أفريقيا، تصل درجات الحرارة فى الصباح إلى 20 مئوية، بينما تقترب من الصفر أثناء الليل. وفى مدينة كيب تاون التى تقع فى الجنوب، تصل درجات الحرارة فيها إلى 16 درجة فى الصباح وتتراوح بين ست وسبع فى الليل وذلك خلال شهرى يونيو ويوليو. يذكر أن هذه البطولة هى ثانى بطولة تقام فى فصل الشتاء بعد مونديال الأرجنتين 1978. وتأتى تلك الظروف المناخية لتؤكد عدم صحة الاعتقاد السائد بأن دول القارة الأفريقية يكون طقسها حارا طوال العام، ولكن على العكس فالأجواء فى جنوبى البلد الأفريقى تقترب كثيرا من أجواء دول جنوب أوروبا. ولذلك سيكون على بعض المنتخبات خوض كل مباراة فى ظروف جوية وجغرافية مختلفة تبعا لموقع كل ملعب. وحين نلقى نظرة على المدن المستضيفة للمونديال، يتضح أن كيب تاون وبورت إليزابيث وديربان هى مدن ساحلية تقع جنوبى البلاد يكون جوها معتدلاً إلى حد كبير، أما فى المدن الداخلية مثل بلومفونتين فتكون الأجواء أكثر برودة وتصلدرجة الحرارة ليلا إلى صفر. وفى بعض المدن مثل بولوكوين التى تستضيف لقاء فرنسا والمكسيك (المجموعة الأولى) والأرجنتين واليونان (المجموعة الثانية) فتكون درجات الحرارة 4، وتقع على ارتفاع 1310 أمتار. وعلى النقيض تقام مباريات فى مدينة ديربان على مستوى سطح البحر، وتكون خلالها الأجواء معتدلة ومن أهم المباريات التى ستقام فى تلك الأجواء مباراة البرازيل والبرتغال يوم 25 يونيو الجارى. ولكن يجب الأخذ فى الحسبان أن هناك ثمانية منتخبات فقط من ال32 معتادة على هذه الأجواء لوقوع بلدانها فى نصف الكرة الجنوبي، وهى الدولة المستضيفة جنوب أفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا والأرجنتين وأوروجواى والبرازيل وباراجواى وتشيلى. يذكر أن معظم المنتخبات التى ستلعب فى فصل الشتاء خلال تواجدها فى جنوب أفريقيا سيتابعها مشجعوها فى بلدانهم من الشواطئ فى أجواء حارة لتزامن ذلك مع فصل الصيف فى النصف الشمالى.