■ كان للنيل مكانة عظمى عند قدماء المصريين، فمن أوصافه فى عهود الوثنية المصرية (رب الرزق الوفير) و(والد الأرباب) و(المحيى) و(خالق الكائنات)، وسموه (حابى) أى الفيض، فلما جاء عصر إخناتون، تعامل المصريون مع النيل على أنه مخلوق بشرى، فجاء فى أنشودة إخناتون فى دعائه للمعبود الواحد آتون: (بزوغك جميل فى أفق السماء.. يا آتون يا حىّ يا مبدئ الحياة.. ما أبدع مشروعاتك أيها السيد الأزلى! فنيل السماء مخصص للغرباء وللدواب من كل البلاد.. والنيل الذى يأتى مصر خاصة يأتيها من الدار الآخرة)، إلى هذا الحد كان حب المصريين وإجلالهم للنيل.. فأين نحن الآن من ذلك المقام الأرفع؟ مجد خلف– سورية مقيمة بمصر [email protected] ■ يمثل النيل الأزرق المكون الرئيسى لمياه النيل «84٪» والذى يبدأ من بحيرة تانا بإثيوبيا والباقى 16٪ من بحيرة فيكتوريا. ولم تكن الخلافات على المياه وليدة اليوم، فحرب المياه لم تتوقف، وكانت هذه الحروب معظمها قبلية راح ضحيتها الآلاف بسبب المياه! حيث تمثل الزراعة والرعى أكثر من 85٪ من نشاط السكان. ولا شك أن انحسار الدور المصرى فى أفريقيا ترك الباب مفتوحا لإسرائيل والدول الغربية للتغلغل داخل دول حوض النيل، وللعلم خصص محمد على باشا فرقة عسكرية عندما كانت تهدد فيها الحبشة بقطع مياه النيل عند نشوب الخلافات.. لقد بدأ التحرك المصرى متأخراً.. فلتكن بداية قوية وفعالة. محمود الراوى - القاهرة [email protected] ■ أُطلق على نهر النيل فى اللغة المصرية القديمة اسم «إيتورو عا». وكانت لمياه النيل، أهمية فى الغسيل والتطهير والطقوس. أما نحن الآن فنعتبر النيل مقبرة نلقى فيه مخلفات الزراعة والقمامة والحيوانات النافقة والأعشاب والقواقع والمبيدات السامة والكيماويات طرح المجارى من المدن والتجمعات السكنية ومخلفات المصانع!! القس / جرجس عوض راعى الكنيسة المعمدانية [email protected] ■ أين كنا عندما حذرنا خبراؤنا من مخاطر الغياب عن عمق القارة ومنبع النهر فأظهرت الحكومة استخفافها المعتاد بكل ما هو هام ومصيرى!!، ولأن الشىء بالشىء يذكر فيبدو أن أجدادنا المصريين القدماء قد تنبأوا بما يمكن أن يصيب النهر العظيم على أيدى أحفادهم الماهرين: ففى نبوءة «نفر - آر - حو» التى ترجع لعصر الملك تحتمس الثالث نجده يصف حالة جنوب شرق الدلتا كالتالى: نهر مصر فارغ، حتى إنه يمكن عبور الماء سيراً على الأقدام.. وسيبحث الرجال عن الماء الذى يمكن للمراكب أن تبحر عليه، فقد أصبح النهر ضفافاً وأصبحت الضفاف ماء.. ولم يعد بيض الطيور يفقس فى أحراش الدلتا.. وسيحمل الرجال أسلحة الحرب، وستعيش الأرض فى ضجيج.. أنا سأريكم الابن كعدو والأخ كخصم والرجل يقتل والده. فهل يكون هذا فعلا المستقبل الذى ينتظر مصرنا الحبيبة لجهل وغباء بعض أبنائها. دكتور مهندس لبنى عبدالعزيز أحمد- جامعة المنيا [email protected]