قام ما يقرب من 400 مسيحي بتحطيم سيارتي إسعاف داخل مستشفى نجع حمادي المركزي، وقاموا بإلقاء الحجارة على رجال الأمن بعد حادث إطلاق النار مساء أمس- والذي أسفر عن مصرع وإصابة عدد من المسيحيين- لعدم السماح لهم بالدخول للمشرحة، واخذ جثث ذويهم، بالإضافة إلى إلقاء الحجارة على سيارتي شرطة بقرية الرحمانية عقب خروجهم من الكنيسة احتجاجا على الواقعة. وأكد شهود عيان أن المسلحين الذين هاجموا المسيحيين في شارع بور سعيد بنجع حمادي، بعد احتفالهم بأعياد الميلاد مساء أمس، كانوا يستقلون سيارة ذات لون زيتي، وزجاجها اسود، وأنهم فتحوا النيران علي المارة بشكل عشوائي. فيما أكد مسؤول رفيع بوزارة الداخلية أن الجناة من المسجلين خطر، وأنهم ارتكبوا حوادث خطرة من قبل، وتم التعرف عليهم وسيتم اعتقالهم خلال ساعات بعد أن تمكنت السلطات من تحديد أماكنهم. أشار مايكل صلاح، طالب ب«كلية السياحة والفنادق» بالقاهرة، ومصاب، انه فوجئ بعد الانتهاء من الاحتفال بالعيد داخل مطرانيه نجع حمادي بقدوم «سيارة مسرعه وذات لون زيتي ومفيمة باللون الأسود تجاه المسيحيين بشارع بورسعيد وبها بعض الأشخاص الذين قاموا بإطلاق النيران بصوره كثيفة»، مشيرا إلي أنه «كانت تسير أعداد كبيرة بالشارع ولم اشعر بنفسي إلا وأنا داخل المستشفى بعد إصابتي بطلقات نارية وفوجئت بوجود العديد من المصابين بجواري بالإضافة إلى القتلى الذين تم وضعهم في المشرحة» موضحا «إنني كنت قادما من القاهرة لكي اقضي إجازة العيد مع أسرتي بنجع حمادي». ويضيف والده صلاح «كنت في منزلي أثناء حدوث الجريمة، وسمعت بالخبر فأسرعت إلى مكان الحادثة فشاهدت ابني في بركه من الدماء، والجثث ملقاة في الشارع، فقمنا بنقلهم إلى المستشفى لإسعافهم بعد تأخر سيارات الإسعاف، وانتقل الأهالي إلى المستشفى لمساعدة المصابين». ويؤكد رامي رسمي، حاصل على دبلوم فني، ومصاب، أن «الذين قاموا بالجريمة أكثر من شخص، كانوا يستقلون سيارة ملاكي خاصة لونها زيتي، وزجاج اسود، وكانوا يطلقون النار بصورة عشوائية على جميع المارة بالشارع الرئيسي، مما أدى وقوع عدد من القتلي، وإصابة جميع الشباب الأبرياء». وقال مرقس عبده، شاهد على الواقعة، إن «سيارات الإسعاف جاءت متأخرة ما يقرب من نصف ساعة، وكذلك أجهزه الأمن، وسيارة الإسعاف كانت متهالكة، وغير مجهزة، وتم نقل المصابين والجثث في سيارة واحده كالأسماك، ورغم أن المنطقة التي وقعت بها الجريمة لا تبعد سوى 300 متر عن الشرطة حدثت الجريمة الشنعاء التي لا ترضى أحدا من المسلمين أو المسيحيين». واتهم رأفت طانيوس، مهندس زراعي، «غياب الحراسات الأمنية المخصصة للكنيسة في وقت وقوع الحادث، رغم التزامها الشديد في الأوقات السابقة قبل يوم الحادث»، مشيرا أن «هذا الحادث مخطط له منذ فترة». وكان اللواء محمود جوهر، مدير امن قنا، قد تلقى إشارة بوقوع قتلى ومصابين بنجع حمادي أثناء وجوده بكنيسة الأرثوذكس بمدينة قنا، فانتقل علي الفور إلى مكان الحادث بنجع حمادي، وتبين قيام مجهولين بإطلاق النيران من أسلحة آلية تجاه المسيحيين عقب خروجهم من الاحتفال بعيد الميلاد بمطرانيه نجع حمادي، ونتج عنها مصرع كلا من: أيمن حامد هاشم، مجند بشرطه نجع حمادي (مسلم)، وأيمن زكريا، وبولا عاطف، وبيشوى فريد، وابانوب كمال راشد، ورفيق رفعت وليم، ومينا حلمى سعيد، وإصابة: إسحاق عادل، وابانوب نشات، ورامى رسمى، وجوزيف صومائيل، وابرام نبيل، وكيرلس وجيه، وشنوده منير، ووجدى شنوده، ومايكل صلاح. ومن جانبه أكد اللواء جوهر أن «الواقعة قام بها بعض المسجلين خطر، أصحاب السوابق، وحدثت في شارع بورسعيد، بعيدا عن الكنيسة، حيث تواجد المجني عليهم والمصابين أمام أستوديو ايرينى ومحل لوكاس، وتم هروب الجناة عن طريق شارع زليم»، مشيرا إلي انه «تم تحديد مواصفات المتهمين، وسيتم القبض عليهم خلال ساعات، بعد أن تم تحديد مكانهم»، لافتا إلي انه «هناك تكثيف أمنى مشدد حول الكنائس والمداخل والمخارج لضبطهم».
