«مصر الفرعونية لم تعرف الأضاحى البشرية خلال الحكم الفرعونى، وعروس النيل أكذوبة مؤلفة من رجل يونانى اسمه (بلوتار) نقلها المؤرخون العرب عنه».. هذا ما أكده الدكتور وسيم السيسى الباحث فى علم المصريات ل«المصرى اليوم» حول قصة عروس النيل. يقول وسيم إن مصر خلال الحكم الفرعونى كانت كل الأضاحى التى تقدمها من ثمار الأرض ونباتاتها لكن رجلاً يونانياً يدعى «بلوتار» ادعى قصة لا أصل لها تحكى أن «المصريين القدماء كانوا يعتبرون النيل إله الخير والنماء والخصب، لأنه شريان الحياة فى مصر الحبيبة، وكان النيل يفيض بالخير ويعم الرخاء وتزرع البلاد كل أنواع المحاصيل، وذات عام أبى النيل ألا تفيض مياهه وحل الجدب والقحط على أرض مصر وتعذب المصريون، فأشار الكاهن على ملك مصر واسمه «ايجبتوث» بأن النيل غاضب لأنه يريد الزواج وتكون له ذرية وتسابقت الفتيات على الزواج من إله الخير وأقيمت المراسم والاحتفالات ويختار الكاهن أجمل فتاة وبعد الانتهاء من المراسم تلقى العروس نفسها فى النيل وهى سعيدة راضية لأنها ستلتقى بحبيبها وإله الخير فى العالم الآخر واستمر الاحتفال سنوات وسنوات حتى إنه لم توجد فتيات لهذا الأمر، إلا بنت الملك وكانت جميلة وفاتنة وأصابت الملك كآبة ويأس وحزن شديد على فراق ابنته الغالية حتى ألقى بنفسه فى مياه النيل». ويؤكد وسيم أن قائمة ملوك مصر لم يكن بينها أحد يحمل اسم «ايجبتوث»، إلا أن قصة اليونانى «المكذوبة» أخذها 3 من المؤرخين العرب وهم «عبداللطيف البغدادى»، و«الكندى»، و«القفطى»، وألفوا أيضا قصة بأن عمرو بن العاص حينما فتح مصر أرسل للخليفة عمر بن الخطاب خطابا عن عادة المصريين إلقاء فتاة للنهر، فأرسل عمر رسالة طلب من عمرو بن العاص إلقاءها فى النهر مكتوباً فيها: «إن كنت تجرى بأمرك فلا تجر.. وإن كنت تجرى بأمر ربك فاجر»، لافتا إلى أن المؤرخين العرب قالوا إن النهر ازداد فى ليلة واحدة 16 ذراعاً «الذراع 52 سنتيمتراً»، مؤكداً أن ذلك مستحيل. وأوضح أن 4 من أشهر العلماء الأجانب وهم «إدور جيبون»، و«الفريد بتلر»، و«أرنست يرينان»، «وجوسم فجيبون» فندوا القصة وأكدوا أنها مؤلفة مثلما تم تأليف قصة حريق مكتبة الإسكندرية، والمؤرخون العرب الذين جاءوا بعد عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص ب400 سنة أرادوا أن يضيفوا قدسية وقداسة على عمر وعمرو بإبطال العادات الوثنية. ويكشف السيسى أن المصريين القدماء منذ 2000 عام اعتادوا إلقاء تمثال ل«إيزيس» من المرمر والجرانيت الأحمر فى موكب عند الفيضان تحية لحابى «إله النيل»، اعتقادا منهم بأن الفيضان جاء من دموعها حزنا على «أوزوريس».
