«قضيت أكثر من نصف عمرى داخل السجن بتهمة القتل، نعم ارتكبت الجريمة لكن لم أكن أقصد القتل، كنت أدفاع عن والدى المريض، عاقبتنى المحكمة بالسجن لمدة 20 عاماً، لم يتبق منها سوى عامين وأعود للحياة من جديد، كنت فى الصف الثانى الإعدادى، وسأعود لأسرتى والمجتمع أحمل أعلى المراتب العلمية: الدكتوراه».. بهذه الكلمات بدأ السجين إبراهيم حميدة حوراه ل«المصرى اليوم» من داخل سجن المرج العمومى. قال: قبل 18عاماً كنت أعيش حياة مستقرة مع أسرتى، فجأة انقلبت الحياة رأساً على عقب، ارتكبت جريمة قتل.. نشبت مشاجرة بين والدى وأحد الجيران فى قطعة الأرض التى نمتلكها بسبب خلاف على حد فاصل بين مساحتنا الزراعية والمساحة التى يمتلكها القتيل، حاول خلالها المجنى عليه الاعتداء على والدى بالضرب، لم أتحمل الموقف وقررت الدفاع عن أبى المريض، أمسكت بشومة كانت بجوارى داخل الحقل، وضربت بها القتيل على رأسه، لم أكن أقصد قتله، سقط على الأرض مضرجا فى الدماء وبعد لحظات فارق الحياة، ألقى القبض علىّ ووجهت إلى النيابة تهمة القتل وإحالتنى إلى محكمة الجنايات التى أصدرت حكمها ضدى بالسجن لمدة 20 عاما مع الشغل. واصل السجين: أشقائى يحملون مؤهلات عليا منهم الصيدلى والمهندس والحاصل على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية مما دفعنى إلى أن أتم دراستى التى تعسرت فيها سنوات قبل دخولى السجن، أخطرت إدارة السجن برغبتى فى إتمام دراستى، وبدأت بالفعل فى تحصيل العلم وحصلت على الشهادة الإعدادية بتفوق وتقدمت بأوراقى للثانوية العامة وحصلت على مجموع 89%، وعلى الرغم من أن مجموعى كان كبيراً فإننى لم أفكر فى الالتحاق بأى من كليات القمة، ولأننى أحب دراسة القانون، فقد التحقت بكلية الحقوق وحصلت على تقدير امتياز، لم أقرر لحظة واحدة أن أتوقف عن استكمال دراستى وحصلت على الماجستير وحالياً فى طريقى لمناقشة رسالة الدكتوراه التى تناولت فيها دور المؤسسات العاقبية فى خدمة المجتمع. وعن الأشياء التى تعلمها داخل السجن قال: تعلمت الصبر والإصرار على النجاح وساعدتنى على ذلك إدارة السجن ورغبة أشقائى ووالدى فى إتمام تعليمى ثانيا، وأتمنى أن يتقبلنى المجتمع عند خروجى من السجن حتى أكون عضواً صالحاً أعيش ما تبقى من عمرى دون مشاكل، خاصة إننى إنسان مسالم وما حدث كان فى لحظة غاب فيها عقلى عندما شاهدت والدى يهان أمامى.