اعتبر عدد من المنظمات المصرية - الأمريكية، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، خيب آمال الشعب المصرى، والعالم العربى عموماً، بسبب عدم وفائه بوعوده التى قطعها على نفسه فى خطابه الذى وجهه إلى العالمين العربى والإسلامى من جامعة القاهرة فى 4 يونيو 2009. قال مسؤول برامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى منظمة «فريدوم هاوس» الأمريكية، شريف منصور، إن النشطاء فى منطقة الشرق الأوسط - ممن يواجهون عقبات هائلة فى عملهم، ويتعرضون للخطر فى أحيان كثيرة - احتفلوا بالخطاب بحذر، وتمنى المسلمون فى جميع أنحاء العالم أن تمتد رسالة أوباما نحو التغيير إلى بلدانهم، مشيراً إلى حدوث تغييرات بالفعل، لكنها كانت فى اتجاه مضاد لما كان يتوقعه المراقبون. وقال صبرى الباجا، الباحث المقيم فى كاليفورنيا، عضو تحالف المصريين الأمريكيين، إن أوباما تراجع عن أهم ما وعد به، وهو تأييد أى حكومة تعكس إرادة شعبها، ومساندة حق الشعب فى التعبير عن آرائه بشكل سلمى ليسمعها العالم، معتبراً أن تراجع أوباما عن الوفاء بوعوده يتمثل فى رد فعل الإدارة الأمريكية تجاه قرار الحكومة المصرية تمديد العمل بقانون الطوارئ لمدة عامين مقبلين، واصفاً رد الفعل بأنه كان بارداً. واعتبر مختار كامل، نائب رئيس ائتلاف المنظمات الأمريكية فى أمريكا، أن هناك فرقاً بين موقف الحكومة والشعب المصرى من خطاب أوباما بعد عام من إلقائه، موضحاً أن الحكومة تخشى احتمالات تعرضها للضغط من إدارة أوباما لإجراء إصلاحات سياسية، بينما الشعب غاضب على الإدارة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بسياستها الخارجية، وأصيب الشعب بخيبة أمل وصدمة بعد مرور عام على الخطاب بسبب أداء الإدارة الأمريكية، وأصبح المصريون يكذبون ما جاء فيه من وعود وينظرون إليها باستهانة، خاصة فيما يتعلق بالإصلاح السياسى فى مصر، والقضية الفلسطينية. وأضاف كامل أن جمعيات حقوق الإنسان، والمنادين بالديمقراطية فى مصر، ينظرون إلى خطاب أوباما على أنه أصبح مجرد «طق حنك»، وهو الأمر الذى تدركه الإدارة الأمريكية، لافتاً إلى أن الإدارة وضعت قضية الديمقراطية على الرف لكسب مزيد من الوقت الذى تدرك أنه يداهمها، موضحاً أن قضية الصراع العربى - الإسرائيلى تعثرت أكثر مما توقع أوباما، وبدت القوى الموالية لإسرائيل أصلب من المتوقع. وبرر الدكتور أحمد غيث، رئيس جمعية الصداقة المصرية - الأمريكية، تراجع إدارة أوباما عن دعم الديمقراطية فى الشرق الأوسط، بالخوف من عدم استقرار المنطقة، خاصة أن التحول من الديكتاتورية والفساد إلى الديمقراطية يأخذ وقتاً كبيراً، والإدارة الأمريكية لا تريد إضافة أعباء جديدة إلى أعبائها فى الوقت الحالى، إلى جانب مخاوفها من أن تؤدى الديمقراطية إلى سيطرة الإخوان المسلمين على أنظمة الحكم.