عندما يعدد مهاراته أمام أقرانه أو أبناء كاره لا يتباهى فقط بزبائنه من المشاهير ورجال السياسة والفن والصحافة، بل يزيد مباهاته بأنه من القلائل الذين يستخدمون الإنترنت فى تطوير مهنته، لتتواكب مع أحدث الصيحات العالمية، وأنه لا يكتفى فى هذا بتطوير نفسه، بل يشترط على صبيانه والعاملين معه أن يكون لديهم حظ وفير من مهارة استخدام الإنترنت لا يقل عن مهاراتهم فى استخدام المقص والمشط. التعامل مع المشاهير مختلف، هذا ما أدركه سيد الصغير بعد سنوات طويلة من العمل فى المجال، فقد بدأه صبياً صغيراً فى أحد محال الكبار، ومن وقتها وهو يحمل لقب الصغير، ويبرره: «لما يكون فيه اتنين بنفس الاسم فى حتة واحدة بيفرقوا بينهم حسب الأقدمية، الأقدم يسموه الكبير والأحدث يسموه الصغير، ومن وقتها أخذت اللقب». ورغم قناعته بأن تصفيف شعر النساء مكسبه أكبر، فإنه ترك هذا المجال بعد ممارسته له طوال 5 سنوات، واتجه للعمل مع الرجال. الفرق بين الحلاق والكوافير أكبر من مجرد تسميات، فالكوافير تطور طبيعى للحلاق، ليس فقط فى الأدوات لكن أيضاً فيما يقدمه من خدمات، وحسب وصفه: «لم تعد المسألة قصة شعر ولا موس ومشط، بل توجد خدمات أخرى مثل برامج العناية بالشعر والماسكات، كما أن التنافس الآن بين الكوافيرات لا يقتصر على المجال المحلى، بل تجاوز ذلك لمسابقات عالمية، بصراحة مفيش وجه للمقارنة». نوعية زبائنه حرمته من صفة طالما اشتهر بها الحلاق أو الكوافير، لم يعد صندوقاً لحكاويهم، ليس لعيب فيه، لكن لأنها حكاوى ليست للنشر حسب وصفه لها.. يقول سيد: «الزبون بيقعد ساكت من ساعة ما يدخل لحد ما يخرج، خلاص عصر الزبون اللى بيحكى عن أسراره انتهى».سيد يعلم أبناءه مهنته، ورغم أن أحدهم طالب فى الأكاديمية البحرية والآخر فى المدرسة البريطانية فإنهما يمارسان المهنة مع والدهما خلال أشهر الصيف، أما ابنته فقد اختار لها مستقبلاً لا يختلف عن مستقبل زبائنه: «هخليها صحفية». الميزة التى اكتسبها سيد من عمله هى حب الناس، وهو ما يؤهله للترشح فى الانتخابات: «هارشح نفسى فى مجلس الشعب عن السيدة زينب عمال وأثق فى الفوز».