يعيش داخل الخط الأخضر فى «إسرائيل» قرابة 6000 مصرى، غالبيتهم حصلوا على الجنسية الإسرائيلية، وفقاً لشكرى الشاذلى، رئيس الجالية المصرية فى إسرائيل، الذى قال إن «البقية الباقية، تملك تصريح إقامة يجدد سنوياً»، وأضاف: إنه قرابة الألف عامل عادوا خلال السنوات الأخيرة إلى مصر، لأنهم دخلوا إسرائيل بشكل غير شرعى، إما عبر الأردن أو تركيا، ومنهم من يأتى بهدف السياحة ولا يعود إلى مصر». تزوج غالبية هؤلاء المصريين من فلسطينيات يعشن فى إسرائيل، إلا أن هناك ما يقارب 12 حالة زواج لمصريين من يهوديات غير عربيات، منهم هشام نسيم، الذى تحدث فى حوار خاص على صفحات «المصرى اليوم» نهاية العام الماضى، قائلاً إنه جاء ل«يتطهر» من غلطة دفع ثمنها غالياً، وإذا كان نسيم شعر بالندم لأن ابنته ياسمين، هى التى تدفع ثمن زواجه من إسرائيلية غير عربية، فإن كثيرين غيره لا يرون مشكلة فى الزواج من إسرائيليات، طالما كن من عرب 48. وفى حديث مع «المصرى اليوم»، قال الشاذلى «كثيرون يتهموننا بالعمالة، وهم لا يعلمون كم هذا الاتهام مؤلما، توزيع الاتهامات أمر شائع جداً، بين فلسطينيى الداخل والضفة، وبين فتح وحماس، كل جانب يخون الآخر». ورداً على تلك الاتهامات، يثنى الشاذلى على دور المصريين فى إسرائيل «الذين جعلوا الشرق الأوسط يعلم أن هناك عرباً فى إسرائيل»، ويوضح «هؤلاء هم فلسطينيو الأصل، والمصريون يعتبرونهم يهوداً للأسف. هذا هو الإشكال، العداء ضدنا تخلف، بسبب جهل معلومة وجود عرب فى إسرائيل». ويؤكد رئيس الجالية المصرية فى إسرائيل، أنهم تمكنوا من محو جهل 50 مليون عربى، لا يعلمون عن وجود الفلسطينيين العرب فى إسرائيل، فيعتقدون أننا متزوجون من يهوديات، وهذا الخطأ يتردد فى وسائل الإعلام وساحات القضاء. وعن احتمال إسقاط الجنسية عنهم، عقب الشاذلى «الجنسية المصرية ليست هبة من النظام، بل هى حق قانونى ودستورى، يمكن محو اسمى وجنسيتى ظلماً من الجانب الفعلى الديكتاتورى، بل يمكن زجى فى السجن، لكن من الجانب الحقوقى، لا أحد يملك الحق فى إسقاط جنسيتى»، وعن ردة فعل المصريين فى إسرائيل حال إسقاط الجنسية عنهم، أشار إلى أنه ستكون هناك ضجة عالمية «لذا فأنا لا أتوقع أن تسقط الجنسية عنا، لأنه سيكون قراراً ظالماً ومجحفاً بحقنا». سافر الشاذلى من القاهرة، وأقام فى مدينة الناصرة بالجليل منذ 1994، بعد زواجه من فلسطينية نصراوية. وعن اختياره الإقامة فى إسرائيل قال: «أنا مصرى وبلدى هو مصر، ويسترسل بلهجة مصرية خالصة «النيل بيوحشنى أوى ووسط البلد وجو رمضان». ويقول الشاذلى «بعد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل وزيادة الزيارات فى نهاية الثمانينيات، تعارف مصريون وعرب إسرائيل وتزاوجوا. وبعد «أوسلو» استقر عدد من المصريين فى إسرائيل، لأسباب اقتصادية واجتماعية». ثم تسائل: ما ذنب الفلسطينية التى تحمل الجنسية الإسرائيلية؟ هذا ليس ذنبها، لأن الواقع تغير بعد وعد بلفور وتقسيم فلسطين». وبمواجهته أن الخوف منهم يتمثل فى كونهم يمثلون تهديداً للأمن القومى، قال: «الخوف من عدم إلمام خريجى السياسة والإعلام المصريين، بوجود عرب داخل إسرائيل، ومن جهل دكتور فى العلوم السياسية بالقوانين الإسرائيلية، الخوف من أولاد المصريين الذين نبعدهم عن الانتماء والتعليم فى بلدهم ونتهمهم بأنهم طابور خامس ونطالب بسحب جنسيتهم». تأسست رابطة المصريين فى مدينة الناصرة 2002 بهدف الترابط الاجتماعى والمحافظة على حقوقهم كمواطنين مصريين خارج بلادهم، بعدما شعروا بالظلم والتفرقة فى الحصول على تصاريح السفر، يقول الشاذلى: «تعمقت علاقاتنا وساعدنا بعضنا البعض، وبدأنا نخرج إلى المجتمع، فكرنا فى إقامة حزب مصرى داخل إسرائيل، ومازال التفكير قائماً، لكن تنفيذه لن يكون فى المستقبل المنظور، طبعاً متأكدون أنه سيكون هناك هجوم علينا، ولكن هدفنا استغلال الهجوم لمصلحتنا، ولصالح قضيتنا، وقضية جهل العالم العربى بوجود عرب داخل إسرائيل»، ويضيف: «نتقبل الهجوم لأننا نعلم أنه لابد من التضحية، أصعب شىء هو اكتشاف كم الجهل الذى يعانى منه الكثيرون، ذلك الجهل هو الخطر الحقيقى على الأمن القومى المصرى».