أعلن نائب وزير الدفاع الإسرائيلى، ماتان فيلناى، أن بلاده قررت منع أى سفينة إنسانية دولية أخرى من الوصول إلى قطاع غزة، فى إشارة إلى إمكانية استخدام القوة ضد سفينة «ريتشل كورى» التى انطلقت من أيرلندا وتتقدم ببطء فى المياه الدولية فى البحر المتوسط نحو قطاع غزة، وتقل على متنها نشطاء مؤيدين للفلسطينيين، وهى التصريحات التى اعتبرتها دوائر سياسية عديدة تحدياً سافراً لموجة الغضب الدولية التى أعقبت المجزرة التى ارتكبتها إسرائيل بحق ناشطى «أسطول الحرية»، والتى راح ضحيتها 19 قتيلاً معظمهم من الأتراك، وعشرات الجرحى. وقال فيلناى للإذاعة العامة أمس: «لن نسمح لسفن أخرى بالوصول إلى غزة وبإمداد ما أصبح قاعدة إرهابية تهدد قلب إسرائيل». تأتى التصريحات بعد أن أعلن مسؤولو «أسطول الحرية»أن سفينتين أخريين فى طريقهما إلى المنطقة، إلا أن جريتا برلين- وهى من المنظمين- أوضحت أن المحاولة المقبلة لكسر الحصار الإسرائيلى على غزة لن تتم قبل أيام عدة، مشيرة إلى أن سفينة الشحن «ريتشل كورى» موجودة حالياً قبالة سواحل إيطاليا، فيما يجرى إصلاح السفينة الأخرى، بينما قال الجيش الإسرائيلى إن «ريتشل كورى» ستصل إلى مياه غزة اليوم. وفى تعليقه على الهجوم الإسرائيلى على سفن «أسطول الحرية»، اعتبر فيلناى أن «الجنود ردوا بالشكل المناسب، كانوا يعتقدون أنهم سيواجهون ناشطين يدافعون عن قضية إنسانية لكنهم وجدوا رعاع»، معتبراً أنه «لا توجد أزمة إنسانية فى غزة». وبث الجيش الإسرائيلى أمس، مشاهد فيديو قال إنه التقطها أثناء الهجوم على إحدى سفن الأسطول ال 6، وتظهر المشاهد عناصر فريق كوماندوز باللباس الأسود ينزلون بواسطة الحبال على جسر السفينة ويتعرضون لهجوم من ركاب يحملون قضبانا وكراسى، فى محاولة إسرائيلية للرد على اتهامها باستخدام غير متكافئ للقوة أثناء الهجوم. فى المقابل، نجح بعض المصابين فى الهجوم فى الاتصال بجمعية حقوق الإنسان والحرية التركية «آى إتش إتش» وإبلاغها بمعلومات عن الموقف. وقال نائب رئيس الجمعية ياووز ديدا إن اللقطات التى صورتها كاميرات الأمن فى سفينة «مرمرة الزرقاء» التركية، التى كانت تحمل أكثر من 600 ناشط حقوقى، تشير إلى أن الطائرات الإسرائيلية والسفن الحربية بدأت إطلاق نيرانها دون توجيه إنذار، نافياً ادعاءات إسرائيل بتعرض قواتها لإطلاق نار من بعض النشطاء على ظهر السفينة، قائلا إن السفينة مرت على عدد من الجمارك أثناء رحلتها ولا يوجد أى من ركابها يحمل أى سلاح. على صعيد المعتقلين، نقلت السلطات الإسرائيلية 610 منهم إلى أحد السجون فى مدينة بئر سبع جنوبى البلاد لاستجوابهم، وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية أنه عقب الاستجواب سيتقرر ما إذا كان سيتم ترحيلهم أم اتخاذ إجراء قانونى ضدهم، كما تم نقل 50 آخرين إلى مطار بن جوريون الدولى قرب تل أبيب لترحيلهم خارج البلاد، فيما أعلنت اليونان عن عودة 6 من ناشطيها أمس، قال أحدهم ويدعى ميخاليس جريجوروبولوس: «لم نقاوم على الإطلاق، وأطلقت القوات الإسرائيلية أعيرة بلاستيكية وتم صعقنا بأجهزة كهربائية، وتم إرغامى على التوقيع على وثائق تتعلق بإبعادى دون أن أعرف ما هو مكتوب بالضبط فى الأوراق». وأعلن الناطق باسم مركز «عدالة» أن السلطات الإسرائيلية قررت محاكمة زعيم الحركة الإسلامية فى إسرائيل الشيخ رائد صلاح، فيما قال عضو الكنيست محمد بركه «ان كل الجهات الإسرائيلية الرسمية أبلغتنا بأن الشيخ رائد لم يتعرض لأى إصابة». وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن 45 شخصاً معظمهم من الأتراك، لا يزالون يخضعون للعلاج من جروح مختلفة فى مستشفيات إسرائيلية، فيما أرسلت الحكومة التركية 3 طائرات إلى إسرائيل لتعود بالقتلى والجرحى الأتراك، وأكد وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو أن بلاده لن تتنازل عن حقوق مواطنيها، موضحا أن الهجوم الإسرائيلى أوقع 10 قتلى و20 مصابا. وكلف العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى الحكومة بإعادة الجرحى إلى المملكة لتلقى العلاج، داعيا إلى رفع الحصار عن غزة وإجراء تحقيق دولى وشفاف فى «الجريمة التى أدانها بشدة، كما دعا إلى التنسيق مع جميع الدول التى لها رعايا على متن السفن، من أجل نقلهم سالمين إلى بلدانهم». وفى تركيا، حذر رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان، إسرائيل بعد أن قطع زيارة إلى شيلى، ضمن جولته فى دول أمريكا اللاتينية، من مغبة اختبار صبر أنقرة، داعياً إلى «معاقبتها على المجزرة الدموية»، واصفا الهجوم بأنه «عمل دنىء وغير مسؤول يدوس على الكرامة الإنسانية»، وطالب برفع الحصار «غير الإنسانى» على قطاع غزة بأسرع وقت ممكن. وتوعد أردوجان بأن تركيا «لن تدع هذا الأمر يمر مرور الكرام»، موضحاً أنه مثلما كانت بلاده تراعي صداقتها مع إسرائيل، فسترد بشدة علي العداوة أيضاً، معتبراً أن إسرائيل لن تستطيع مطلقاً «محو الدماء من أيديها».