يبدو واضحاً أن الغالبية العظمى من المسؤولين مصابون بمرض افتقاد الأفكار ووضع الخطط لمستقبل المحروسة، وعندما تقع الكارثة نجرى ونهلث ونضع حلولاً مؤقتة ومتسرعة لتظل المشكلة قائمة ويستحيل حلها بمرور الزمن، ومنها على سبيل المثال مشاكل المرور والعشوائيات والتعليم والعلاج وآخرها مياه النيل التى تفجرت أخيراً بسبب الابتعاد عن أفريقيا والتركيز على أوروبا، والنتيجة توتر علاقتنا مع دول حوض النيل، التى بدأت منذ اندلاع الأزمة فى ترتيب الزيارات المتبادلة بين المسؤولين والتفكير الجدى فى إقامة دورة كروية بين منتخبات دول حوض النيل، فهل تكفى هذه المجهودات لحل المشكلة؟ وهناك موضوع آخر يدل على التخبط واللامبالاة من جانب كل من المجلس القومى للرياضة واتحاد الكرة، فعلى الرغم من تناولنا مشكلة القرار، الذى أصدره الاتحاد الدولى «فيفا» ومنحه أجلاً لكل الاتحادات القارية والأهلية بتحويل مسابقة الدورى العام إلى دورى محترفين بداية من موسم 2012/2013، وقد نبهت من قبل أكثر من مرة فى نفس هذه المساحة من جراء التأخير فى تنفيذ هذا القرار وتوقيع عقوبات من «الفيفا» باستبعاد كل الأندية المصرية من المشاركة فى المسابقات القارية الأفريقية «أبطال الدورى» و«الكأس» «الكونفيدرالية»، فضلاً عن كأس القارات إلا أن الجميع مازالوا فى سبات عميق لحل المشكلة فى آخر لحظة كعادتنا الموروثة لحل مشاكلنا بعد فوات الأوان. وقد منح «الفيفا» الاتحادات والأندية فرصة عامين لترتيب أوضاعها الفنية والمادية ومنها فصل كرة القدم عن اللعبات الأخرى فى الأندية من خلال تأسيس شركات مساهمة أو توصية بسيطة لفرق كرة القدم مع منع مشاركة أى هيئة أو وزارة أو مؤسسة بأكثر من فريق فى مسابقات الدورى، فضلاً عن حق الأندية فى تأسيس رابطة للأندية المحترفة، من مهامها إدارة الدورى العام وتسويقه أرضياً وفضائياً وجلب الإعلانات والإشراف على بورصة انتقالات اللاعبين الصيفية والشتوية مع اقتصار حقوق اتحاد الكرة على الاهتمام بالمنتخبات الوطنية وتسويق وإدارة منافسات الكأس المحلية ونشر اللعبة كما فعلت اتحادات السعودية وتونس والإمارات منذ الموسم الماضى مع إقامة دراسات متقدمة فى كل من المغرب والجزائر وجنوب أفريقيا تمهيداً لتطبيقها فى الموسم المقبل، أما نحن فمازلنا مشغولين فى حل مشاكل الجزائر وشوبير وريعو وعمرو زكى والأهم تفرغ جميع مستشارى الاتحاد والمجلس القومى فى ضرب وإجهاض فكرة تأسيس سواء شركات لفرق الكرة أو رابطة للدفاع عن حقوق الأندية بزعم أن قانون الهيئات الرياضية الراقد فى أدراج مجلس الشعب ينص على خضوع الأندية لاتحاد الكرة، وبأن السماح بتأسيس الأندية لشركات مساهمة بغرض تسويق لاعبيها ومنتجاتها فقط مع اشتراط مشاركة جميع أعضاء النادى فى أسهم الشركات هو شرط مجحف وغير قابل للتنفيذ، على اعتبار أن الأعضاء يرفضون دائماً أى زيادة فى الاشتراكات السنوية، فما بالك بشراء أسهم فى الشركات. ■ مبروك للأهلى جماهير ولاعبين وأجهزة فنية وإدارية بالفوز المستحق، وحظ أوفر للزمالك الذى لولا حارسه عبدالواحد السيد لانتهت المباراة برقم قياسى من الأهداف. ■ وأختم بتعليق موقع باسم مصراوى، الذى أكد ضرورة محاسبة سمير زاهر على تصريحاته ومنها مناشدته قبل مباراة 14 نوفمبر مع الجزائر الجماهير بقوله «افعلوا ما شئتم بالجزائريين فى القاهرة.. فالأهم هو التأهل للمونديال» - وتصريحه الأخطر بأنه سوف يلطخ علم الفيفا بالدماء، خلال المؤتمر العالمى الذى لم نره وقد وبخه عليه جوزيف بلاتر علناً، ألم يكن هذا إساءة لمصر؟