بعد عام من توليها رئاسة قطاع التليفزيون، قدمت نادية حليم كشف حساب عما استطاعت تحقيقه خلال هذا العام، وما هو موضوع فى الخطة ولايزال حيز التنفيذ، ورغم أنها ترى أنها بمساعدة رؤساء القنوات استطاعت أن تضع بصمة نجاح على القنوات الثلاث: الأولى والثانية والفضائية المصرية، فإنها أيضا اعترفت بوجود مشاكل ولذا فهى تفتح بابها للجميع، وحرصت قبل أن تمضى فى خطة التطوير، أن تسعى بقدر الإمكان إلى حل كل المشاكل التى يزخر بها القطاع، خصوصا فى القناة الثانية.. فى هذا الحوار تحدثت نادية عن كل ما يخص القطاع من إيجابيات وسلبيات. ■ بعد عام من توليك رئاسة قطاع التليفزيون.. ماذا قدمت؟ - الحمد لله.. نجحت بمساعدة رؤساء القنوات: عزة مصطفى رئيس «الأولى» وشافكى المنيرى رئيس «الثانية» وهالة حشيش منذ أن كانت رئيسا ل«الفضائية» ثم جمال الشاعر، فى التغلب على المشاكل التى واجهتنا مع العاملين سواء كانوا مذيعين أو مخرجين أو مصورين أو مهندسى ديكور وغيرهم، وكان هذا بتوجيهات من أنس الفقى وزير الإعلام، ثم تفرغنا لاستكمال مرحلة التطوير وبدأنا فى تنفيذ برامج «الفورمات»، وحفلات ليالى التليفزيون التى طلب الوزير أن تكون مجانا للجمهور، كما أننا جددنا أجهزة المونتاج و«الفاينال كت» التى كنا ننفذها فى شركات خارجية بتكاليف مرتفعة، واشترينا 16 كاميرا هاى ديفنيشن بعد تجديد ستوديو 4 الذى يخدم القناتين الأولى والثانية وستوديو 22 الذى يخدم «الفضائية» الموجهة لأمريكا، وطورنا مكتبة التليفزيون وخصصنا مكتبة جديدة للأفلام الوثائقية والروائية، على أحدث طراز، واستحدثنا نظام الكمبيوتر فى جميع الأقسام، ونظمنا دورات تدريبية لكل الفئات التى تخدم قطاع التليفزيون. ■ هل كنت تتوقعين حل مشاكل العاملين فى هذه الفترة الوجيزة؟ - بصراحة لم أتوقع ذلك، والفضل يعود لفريق العمل كله، فمثلا القناة الثانية التى كانت مليئة بالمشاكل أسندت للمخرجين أكثر من برنامج ثم التقيت بهم وطلبت منهم أن يراجعوا أوضاعهم منذ عام، وطالبتهم بعدم الأنانية والعمل بروح الجماعة وتطوير أنفسهم بتقديم أفكار جديدة تناقشها لجان على أعلى مستوى وتتمتع بالحيادية، خاصة أننا فى مجال منافسة، فأنا ضد من يطلب زيادة فى العمل مقابل زيادة فى الرواتب دون أن يبذل مجهودا فى ابتكار أفكار جديدة، فمن يقل «ادونى شغل وعايز فلوس أكتر مالوش مكان عندنا»، خاصة أننا متأكدون أن الحد الأدنى للأجور حاليا يضمن له حياة كريمة. ■ لكنك خفضت ميزانيات بعض البرامج؟ - ليس بالمعنى المفهوم، أنا خفضت أجور البنود غير المهمة وحذفت من بعض البرامج عدداً كبيراً من مديرى الإنتاج ومساعدى المخرج والمعدين خصوصا فى برامج مدتها نصف ساعة، وخفضت أيضا أجور المخرجين التى تجاوزت الحدود المعقولة واتخذت قرارا- بموافقة رؤساء القنوات ورئيس الشؤون المالية- بعدم إضافة أسماء كثيرة فى برامج لا تحتمل ذلك، فما الداعى لزيادة عدد العاملين فى برنامج أسبوعى. ■ تقولين إن المشاكل انتهت وبعض العاملين يؤكدون استمرار تأخر مستحقاتهم؟! - لا يوجد الآن أى متأخرات غير شهر أو اثنين عكس الماضى حيث كانت المتأخرات بالسنين، والتأخير يأتى دائما بسبب الاعتمادات المالية واكتمال الشكل القانونى للإجراءات والمتأخر دائما يكون فى الإضافى أو المكافآت لكن الحوافز لم تتأخر مطلقاً، وعموما عندما تتوفر لدينا سيولة نصرف للعاملين مستحقاتهم. ■ معروف فى التليفزيون أن كل صاحب منصب جديد يأتى ب«شلته»! - أولا أنا ماعنديش شلة.. ولكنَّ هناك أشخاصاً مقربين منى بحكم مواقعهم الوظيفية مثل رؤساء القنوات ونوابهم ورؤساء الإدارات المركزية، وهؤلاء وضعهم الوظيفى يفرض تلك العلاقة، لكن تكوين الشلة ليس من طباعى ولا أفضل شخصاً عن آخر، ولا أجامل أحداً على حساب المصلحة العامة، حتى إننى لا أحب الأبواب المغلقة وبابى مفتوح أمام الجميع. ■ وما رأيك فيما قيل عن أنك تسندين برامج لأشخاص معينين؟ - كلنا نساند البرامج المتميزة التى تأتى بعائد مادى وتحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة، والبرامج دون المستوى أو الخارجة عن مسارها نطورها أو إذا رأينا أنها استنفدت أغراضها نلغيها. ■ هل أزمة المونتاج مازالت موجودة وهل ينفذ بعضه خارج التليفزيون؟ - طبعا موجودة لأن البرامج كثيرة جدا والأجهزة غير كافية لكننا نحاول التغلب على ذلك، وقد تفقدتها مع رئيس قطاع الهندسة الإذاعية، ووعدنا رئيس الاتحاد بعمل عملية تنظيف للمونتاج على أعلى مستوى وتزويدنا ب4 ماكينات «فاينال كت»، أما بالنسبة للمونتاج خارج التليفزيون فهو يتم فى أضيق الحدود فى برنامج أو اثنين فى حالة ضغط البرامج. ■ ما الجديد الذى يشهده قطاع التليفزيون حاليا؟ - نجهز لخريطة الصيف ونضع فى اعتبارنا الأفكار الجديدة وما يناسب الشباب، واحتفالات التليفزيون بعيده الخمسين وحفلات ليالى التليفزيون، ونبدأ فى تقديم أصوات جديدة ليعود التليفزيون لدوره الأساسى فى إبراز المواهب، ثم نبدأ فى التجهيز لشهر رمضان، وسيتم تنظيم مسابقة للأعمال التليفزيونية الناجحة، كل ثلاثة أشهر والأعمال الناجحة ستفوز بجوائز مالية كبيرة، كما نتفاوض حاليا على أكثر من 200 فيلم لاستغلال حق عرضها. ■ هل ترين أن هناك عدم تنسيق بين القنوات؟ - لا بالعكس.. فمواد القناتين الأولى والثانية مختلفة تماما، أما الفضائية المصرية فهى تتشابه معهما، لأنها موجهة إلى أوروبا وأمريكا وأفريقيا وأستراليا، ومشاهدوها مختلفون تماما عن مشاهدى التليفزيون الأرضى.
