لم يحل العمر الذى لم يتعد ستة وعشرين عاماً فحسب دون ارتداء آرين روبن قمصان أربعة أندية أوروبية من أصحاب التاريخ الكبير فى القارة العجوز، ورغم أن رحيل الماكينة الهولندية عن نصفها جاء بطريقة أشبه بالطرد فإنه كان دائماً ينتفض من جديد ليكون أحد المرشحين للتألق فى صفوف منتخب بلاده فى مونديال 2010 الجنوب أفريقى. ولد آرين روبن فى 23 يناير عام 1984، وهو اللاعب الحائر بين مركزى المهاجم والجناح، حيث يحسب عادة على الأول رغم أن تألقه يأتى دوماً إلى جوار الخطوط. بدأ روبن مشواره مع الكرة فى فريق جرونينجين وهو دون السابعة عشرة، وبعد موسمين مع الفريق حط الرحال موسم 2002 - 2003 فى العريق أيندهوفن، حيث قضى موسمين آخرين أصبح فى أولهما أصغر لاعب يتم اختياره كلاعب العام فى هولندا بعد أن قاد الفريق نحو الفوز بالدورى، قبل أن تنهال عليه بعد الموسم الثانى العروض الإنجليزية، التى فضل من بينها تشيلسى. لم يخرج روبن خالى الوفاض فى أى من المواسم الثلاثة التى خاضها مع «البلوز»، وكان أبرز البطولات التى حصل عليها لقب الدورى الإنجليزى مرتين متتاليتين موسمى 2004 - 2005 و2005 - 2006، ليعود اللقب الأثير إلى النادى اللندنى بعد غياب نصف قرن كامل. تكمن مشكلة روبن فى تعدد إصاباته، خاصة فى الركبتين، ومع عدم ظهوره كثيراً فى موسمه الأخير مع تشيلسى، انتقل إلى ريال مدريد الإسبانى، حيث اعتاد التألق خلال موسمين له مع الفريق فى المرات التى كان يظهر فيها بعد أن واصلت الإصابات مطاردتها له. واستطاع روبن خلال موسمه الأول فى النادى البافارى قيادة الفريق نحو استعادة لقب الدورى الألمانى «بوندزليجا»، لتكون بطولة الدورى الخامسة فى سجل الجناح الهولندى الشاب، وبعدها مباشرة توج روبن مع فريقه بلقب كأس ألمانيا، قبل أن يفشل فى الظفر بدورى أبطال أوروبا بالخسارة أمام إنتر ميلان بهدفين نظيفين فى المباراة النهائية. على المستوى الدولى، سيكون مونديال 2010 هو رابع بطولة كبرى يشارك فيها روبن بعد مونديال 2006 فى ألمانيا وبطولتى الأمم الأوروبية عامى 2004 فى البرتغال و2008 فى سويسرا والنمسا. وكان أفضل إنجازاته مع منتخب الطاحونة البرتقالية فى البطولات الثلاث هو الخروج من الدور قبل النهائى لبطولة «يورو 2004» على يد أصحاب الأرض، ورغم أنه أحرز واحداً من أجمل أهداف مونديال ألمانيا فى مرمى صربيا، لم يتمكن الفريق من اجتياز دور الستة عشر، حيث خسر أمام البرتغال على ما يبدو بالتخصص. وفى 2010 سيكون على الماكينة روبن ألا يهدأ وأن يقود خط وسط يعد الأفضل فى البطولة، مع شنايدر ورفائيل فان دير فارت وخلف ديرك كاوت وروبن فان بيرسى، على أمل أن يسدد المونديال ديناً قديماً للطاحونة لم يدفعه منذ سبعينيات القرن الماضى.