«هذه شخصيات عامة من النخب السياسية والثقافية، اقتربت منها، على نحو أو آخر، عرفت على مدى العمر بعضهم، وصادقتهم، وتابعت مسيرة بعضهم الآخر عن بعد، من دون أن ألتقى بهم إلا لماما، وتعرفت على فريق ثالث منهم، عبر ما كتبوه أو ما كتبه عنهم الآخرون، من دون أن أعرفهم أو ألتقى بهم، وكتبت عنهم جميعاً فى مناسبات شتى، هذه الفصول التى تجمع بين الذكريات والتراجم والدراسات والوثائق. وهى شخصيات تنتمى فى مجملها إلى النصف الثانى من القرن العشرين، وهو الزمن الذى عاصرته، ولعبت هذه الشخصيات أدواراً على مسرحه وفى مسرحيته، وقف بعضهم فى بداية الزمان تحت أضوائه المبهرة، قبل أن تدركهم عواصفه وتقلباته، فيتراجعوا من مقدمة المسرح إلى خلفيته، ومن خشبته إلى مقعد فى أعلى التياترو، بين آحاد الناس وعوامهم، بينما يزحف آخرون إلى مقدمة المسرح، ليلعبوا أدوار البطولة فيما استجد من فصول مسرحية التاريخ، إلى أن تدور عليهم الدائرة، فتخفت الأضواء، وتكف أجراس الهواتف فى بيوتهم عن الرنين، وتنطفئ فلاشات آلات التصوير، وتبهت - بل تكاد تنمحى - الملامح.. ولا يبقى من هؤلاء وأولئك إلا خبر ينشر فى صفحة الوفيات». السطور الأولى من كتاب «شخصيات لها العجب: ذكريات، تراجم، دراسات، ووثائق» للكاتب الصحفى صلاح عيسى الذى صدر حديثاً عن دار نشر «نهضة مصر»، الكتاب يضم مقالات كتبها عيسى عن عدد من الشخصيات ضمت أسماء متنوعة لها شهرتها فى ميادين مختلفة، من سياسيين وصحفيين ومبدعين فى الأدب والسينما والمسرح.