فى عالم البورصة تتحول الوظائف إلى أسماء حركية، يعرفها المتعاملون مع سوق الأوراق المالية، ويعترفون بدورها سواء داخل المقصورة، أو خارج البورصة كلها فى شركات السمسرة وإدارة الأوراق المالية. داخل إحدى شركات تداول الأوراق المالية فى وسط البلد، رصدت «المصرى اليوم» ساعات العمل ولحظات قلق المستثمرين، الذين يحضرون إلى مكاتب تداول الأوراق المالية فى تمام الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثانية والنصف ظهراً، وهو وقت الجلسة اليومية للبورصة المصرية على مدار أيام الأسبوع عدا الجمعة والسبت. يطلق المشتغلون فى البورصة لقب «هامور» على المستثمرين الكبار، الذين يعتبرون «ملوك البورصة الحقيقيين» فبيدهم دائما تنقلب الخسائر إلى مكاسب، وبتحركاتهم يرتفع أو ينخفض المؤشر. ويتملك الهامور نسباً كبيرة دائما من الأسهم القيادية فى السوق، ويتعامل بها مع نصائح مجموعات متنوعة من الخبراء الذين يدرسون السوق ويحددون كل خطوة يخطوها الهامور. وينظر المستثمرون الصغار ل»الهامور» باعتباره أحد ملوك السوق، فبحركة بسيطة منه قد يصل بالمستثمر الصغير لحافة «الغنى المفاجئ» وقد يهبط بآمال نحو 70 ألف مستثمر صغير إلى الصفر. ورغم أن مغامرة شراء وبيع الأسهم لا يحسمها سوى المستثمر نفسه إلا أن الربح والخسارة هى مسؤولية أشخاص آخرين، فبخلاف «الهامور» هناك «الميكر»، الذى يعتبر المهندس الأول للسوق، حيث يتحكم «الميكرز» فى حركة الأسهم بيعا وشراءً داخل البورصة، ويوجهون أسهما بعينها فى بداية الجلسة للصعود، فيما يدعمون أسهما أخرى بعد أقل من ساعة. «الميكر» يعتمد فى الغالب على معرفته الدقيقة بطبيعة عمل البورصة، وتأثير الشائعات فيها، فشائعة واحدة تنطلق من مكتب «الميكر» يمكنها أن تقلب السوق رأسا على عقب وتغير حركة البيع والشراء طيلة الجلسة. والمضارب وهو مسمى جديد اكتسبه سوق البورصة المصرية منذ عامين تقريبا، حيث تم فتح السوق على مصراعيه لمواطنين من مختلف الطبقات والفئات لشراء الأسهم، أملا فى تحقيق مكاسب عالية فى أسعر وقت ممكن ، إذ يشترى المضاربون أسهما فى بداية الجلسة ثم يبيعونها قبل انتهاء الجلسة بقليل ليحققوا أرباحا بسيطة، لكن تلك الذبذبة فى سوق الأسهم تؤدى غالبا إلى انخفاض المؤشر. أما صغار المستثمرين فهم الذين فضلوا أن يستثمروا أموالهم التى لا تزيد على 500 الف جنيه فى أحد القطاعات، منتظرين أرباحا سنوية أعلى – نظريا – من الفوائد البنكية، لكن المغامرة كما تفترض الربح تفترض أيضا الخسارة، خاصة فى ظل وجود المضاربين وتحكم الميكرز والهامور فى السوق. وظيفة أخيرة من وظائف سوق المال هى «الترايدر» وهو المندوب المكلف بالاتصال بالعميل من ناحية وإبلاغ أوامر البيع والشراء للسمسار المتواجد فى الجلسة، هى مهنة تفترض الدقة الشديدة والسرعة، حيث أن تأخر الأوامر مثلا أو عدم دقة البيانات قد يسبب كارثة، خاصة إذا كان السمسار يتعامل مع أسهم نشطة أو قيادية.