أعجبتنى صراحة مجدى عبدالغنى، وهو يؤكد للصديق ياسر أيوب أنه رئيس لجنة شؤون اللاعبين بالاتحاد المصرى لكرة القدم، وأنه يمارس عمله بحرية تامة داخل اتحاد الكرة، وأنه يرأس كل اجتماعات اللجنة بعلم ومباركة أعضاء مجلس الإدارة جميعاً دون استثناء! وأعجبتنى صراحته أكثر وهو يؤكد أنه مع احترامه لقرار الجمعية العمومية بألا يرأس أى عضو من أعضاء الاتحاد أياً من لجانه إلا أنه لا يعترف بهذا القرار، لأنه جاء مخالفاً للوائح الاتحاد الدولى، على حد وصفه، وأعجبنى أكثر وأكثر الرجل حينما أكد أنه خاطب الاتحاد الدولى مطالباً إياه بالاعتراف بالجمعية التى يرأسها، ومطالباً بمقعد لها فى الانتخابات المقبلة، وهو ما يعنى ضمان وجوده فى عضوية الاتحاد حتى آخر العمر، لأنه يشغل منصب رئيس جمعية اللاعبين المحترفين المصريين، وعلى الرغم من أن عبدالغنى لم يكن صريحاً بما فيه الكفاية فى النقطة الأخيرة الخاصة بخطابه للفيفا، لأنه ذكر نصف الخطاب فقط، ولم يذكر الباقى من شكواه من التدخل الحكومى، وهو بالمناسبة ليس عيباً أو خطأ، فإن من حقه ومن حق أى إنسان أن يخاطب الفيفا أو غيرها ليدفع ظلماً أو ليوصل معلومة مادام لم يتخط حدود اللياقة والأدب، وأعتقد أن عبدالغنى أراد أن يثبت حقه فسارع بمخاطبة الفيفا، وهو ما جعل الزملاء فى اتحاد الكرة يغمضون أعينهم عن بقاء الرجل فى رئاسة لجنة شؤون اللاعبين حتى الرمق الأخير من عمر هذا الاتحاد، رغماً عن التصريحات النارية التى قرأناها عقب الجمعية العمومية، التى أكدت أن الأمور ستتعدل فوراً، وأن قرارات الجمعية العمومية نافذة، ولا يمكن لأحد أن يعارضها، وهو ما ذكرنى أيضاً بالتصريحات التى خرجت من قلب اتحاد الكرة لتؤكد أنه لا مكان للعاملين أو المدربين باتحاد الكرة على شاشة الفضائيات، وزادوا على ذلك بتأكيدهم من خلال قرار لمجلس الإدارة، بل إن بعض الزملاء المدربين خرج عبر القنوات ليؤكد أنه لن يستمر مع اتحاد الكرة، وأنه حسم أمره واختار الفضائيات، ولكن كالعادة لم يحدث شىء، بل إن عبدالغنى نفسه أعلن أثناء اجتماع الجمعية العمومية استقالته من رئاسة لجنة شؤون اللاعبين، وأكد أنه يكتفى بالفترة السابقة، لكن عاد الرجل وأكد أنه لم يكن يقصد الاستقالة!! وأنه باق فى منصبه حتى النهاية.. لذلك لم أتعجب لما حدث فى انتخابات الاتحاد العربى لكرة القدم، التى سبق أن أشرت إليها فى المقال السابق، التى على أثرها أصدر اتحاد الكرة بياناً مطولاً أكد فيه أنهم جميعاً كانوا على قلب رجل واحد، وأن أبوريدة والهوارى كافحا لإنجاح سمير زاهر فى عضوية المكتب التنفيذى للاتحاد العربى!! وأن كل ما يكتب أو يقال فى البرامج الرياضية لا صحة له!! رغم أن من تكلم فى الصحف كان السيد سمير زاهر، رئيس الاتحاد، ومن صرح فى القنوات بإعادة النظر فى العلاقات مع بعض الاتحادات العربية كان السيد حازم الهوارى، عضو الوفد المصرى، وبالتحديد تكلم الرجل أيضاً مع ياسر أيوب، وتحدث زاهر مع محمد صادق فى حوار مطول احتفظ به لأخبار اليوم، لذلك أصبحنا فى حيرة نصدق من؟! البيان الذى أصدره اتحاد الكرة ممثلاً فى رئيسه الصديق سمير زاهر ومعه الصديق حازم الهوارى أكد عمق العلاقة مع كل الاتحادات العربية حتى التى لم تصوت لصالح سمير زاهر فى الانتخابات، وأنه لا صحة على الإطلاق لأى نية فى المقاطعة، أو تغيير السياسة تجاه بعض هذه الاتحادات، لذلك أجد نفسى فى حيرة أصدق من وأكذب من.. الحوار والبيان واللقاء التليفزيونى؟.. أعتقد أنه من الأفضل أن أصدق مجدى عبدالغنى! يحاول البعض الربط بين دفاعى عن حسام البدرى وتجربة الأهلى هذا الموسم بالهجوم على مانويل جوزيه، مدرب الأهلى السابق، وهو ربط غير مقبول، لأنه لا يستطيع جاحد أن ينكر ما قدمه جوزيه للأهلى، وما حققه معه من انتصارات من النادر أن تتكرر على يد أى مدرب أياً كانت جنسيته، فالرجل نجح بتقدير امتياز فى كل الاختبارات التى خضع لها وأهمها البطولة الأفريقية وكأس العالم للأندية ثم البطولات المحلية، ونجح الرجل فى تحقيق أرقام قياسية منها الفوز على الزمالك 6/1، والفوز بالبطولات التى شارك فيها جميعاً فى موسم واحد، كما أنه نجح فى فرض سيطرته ونفوذه على الفريق بالكامل، فاجتاز كل الاختبارات التى تعرض لها بنجاح ساحق، لذلك استحق أن تكون له مكانة خاصة فى قلوب جماهير الأهلى العاشقة والمحبة بجنون لفريقها، خصوصاً أنه عرف أصول اللعبة مبكراً، فعرف كيف يفوز بعقل وقلب كل أهلاوى فى مصر، لذلك حزنت للحملة التى شنها البعض على الرجل لرغبته فى زيارة مصر والاحتفال مع فريقه وهو أمر نادر الحدوث أن تجد مدرباً أجنبياً يتحدث عن فريق أجنبى دربه ويصفه بأنه فريقه، ولم يكن باقياً للرجل سوى أن يقول إنه مصرى مائة بالمائة، ورغم اختلافنا مع الرجل كثيراً فى أمور بعضها فنى والآخر تنظيمى، فإننا لا يمكن ألا أن نعطيه حقه الكامل، ونشهد له بالكفاءة والتقدير، وقد أعجبنى بشدة حواره لإحدى الصحف عندما أكد أنه هنأ صديقه العزيز حسام البدرى بالفوز ببطولة الدورى هذا الموسم، وأنه على اتصال دائم باللاعبين، خصوصاً بركات وأبوتريكة، وأنه قادم إلى مصر عقب نهاية الموسم لقضاء أيام مع أسرته وزيارة النادى الأهلى وأصدقائه المقربين فى مصر، ولأن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، فنحن نرحب به ضيفاً عزيزاً مؤازراً ومسانداً للبدرى والأهلى فى مسيرتهما المقبلة، متمنياً له إجازة سعيدة فى مصر وزيارة جميلة للأهلى هذا العام وكل عام. ... لم يلتفت أحد إلى خبر صغير جداً جاء فى الصحف وفيه يطلب نادى وادى دجلة الاستعانة بحكام أجانب لإدارة مباراته الأخيرة فى دورى القسم الثانى أمام السكة الحديد، التى يحتاج فيها الفريق إلى نقطة واحدة للصعود، وكالعادة استجاب اتحاد الكرة سريعاً للطلب واتفق مع طاقم حكام يونانى لإدارة اللقاء.. وقد يتساءل البعض: وما الغريب فى هذا الطلب؟.. فالعديد من المباريات فى الدورى المصرى أقيمت بحكام أجانب، ولم يعترض أحد، ولكنى أقول إن كل مباريات القسم الثانى لم تشهد حتى الآن حكماً أجنبياً واحداً كما أن وادى دجلة لم يطلب طوال الموسم الذى تصدره من البداية حتى النهاية حكماً أجنبياً، أيضاً فريق السكة الحديد هبط إلى القسم الثالث فى واحدة من المفاجآت الصارخة لأقدم ناد مصرى على الإطلاق، إذن ما السبب؟.. طبعاً الإجابة صعبة للغاية، فالبعض يؤكد أن هناك أيادى خفية داخل اتحاد الكرة بعيداً عن سمير زاهر تحاول عرقلة صعود وادى دجلة، بل إن البعض يؤكد أن هذه الأيادى بذلت محاولات مضنية طوال الأسابيع الأخيرة فى محاولة لإيقاف انتصارات وادى دجلة، ولكن كل محاولاتهم لم تفلح، لذلك شعر المسؤولون عن وادى دجلة بالخطر الكبير، ومن أن ينجح أصحاب الأيادى الخفية الذين اعتادوا على هذا الأمر، لذلك سارعوا بطلب الحكام الأجانب، وللحق لم يتأخر زاهر أو محمد حسام فى الاستجابة لهذا الطلب، لأنهما أيضاً يعرفان أنه قد يحدث ما لا تحمد عقباه فآثرا السلامة واستجابا لرغبة ماجد سامى وسارعا بالاستعانة بطاقم حكام أوروبى لأول مرة هذا الموسم لإدارة هذا اللقاء، ولكن يبقى السؤال الأصعب: ولماذا يسكت زاهر عن هذه التدخلات إن كانت موجودة وتعبث بإنجازات وسمعة الاتحاد؟! هل لأنها أصبحت مراكز قوى داخل الاتحاد أم لأن لها تأثيرها الانتخابى القوى والمؤثر، وهو ما يخشاه الجميع أم أن كل ما يدور فى ذهن المسؤولين عن وادى دجلة ليس سوى أوهام، والدليل أنهم نجحوا منذ بداية الموسم وحتى الآن فى اعتلاء صدارة المجموعة بل الصعود للدورى الممتاز قبل نهايته بأسبوع مع شديد احترامى للحكام الأجانب فى مباراتهم الأخيرة غير المؤثرة مع السكة الحديد.. أسئلة أرجو أن نجد لها إجابة شافية! ... أشعر بالحزن الشديد لاستمرار ابتعاد ياسين منصور عن النادى الأهلى، فالرجل يعشق ويحب فريقه بجنون، وأيضاً كانت له مساهمات لا ينكرها أحد من كل الجوانب، والأهم أنها جميعها كانت بعيدة عن دائرة الضوء، لأنه لم يكن يسعى لشهرة أو تلميع إعلامى بل فقط لا غير كل ما يهمه هو فوز الأهلى وتحقيق الانتصارات، ولعلى كنت شاهداً دائماً وأبداً على الكثير من رجال الأعمال الذين ساهموا بكل حب فى تمويل صفقات للنادى الأهلى، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر القطب الأهلاوى الكبير تيسير الهوارى، الذى لم أر فى حياتى شخصاً يحب الأهلى مثله مع احترامى للجميع، وما زال الرجل حتى الآن لا يألو جهداً فى المعاونة والمساعدة بكل ما أوتى من قوة بقدر استطاعته، لذلك فأنا أدعوه صادقاً بأن يبادر من جديد لمحاولة لم الشمل وإعادة ياسين منصور إلى بيته وعشقه النادى الأهلى ليس فقط للتدعيم والمساندة، ولكن لمحاولة استمرار علاقة رائعة أراها بين قيادات الأهلى برئاسة حسن حمدى الذى لم أسمع منه حتى الآن سوى كل الشكر والتقدير ياسين منصور حتى فى عز الانتخابات وإعلان منصور تأييده للعامرى فاروق، عضو مجلس الإدارة النشيط، والذى كان خارج قائمة حسن حمدى إلا أن الرجل كان ولايزال على عميق احترامه لمنصور ومساهماته الفعالة مع النادى الأهلى والغريب أن الخلافات بين الاثنين هى خلافات بسيطة يمكن حلها إذا جلس الاثنان معاً وبما يميزهما من رجاحة عقل وفكر وعشق للأهلى أزعم أن كل ما بينهما سينتهى فى دقائق معدودة فهل يستجيب ياسين منصور ويعود من جديد مسانداً ومؤازراً للأهلى بعيداً عن أى أمور مادية وبعيداً أيضاً عن كل الحسابات الانتخابية التى أعلم علم اليقين أنها لا تدخل مطلقاً فى حسابات منصور، وهل يسارع حسن حمدى بمبادرة من تيسير الهوارى وحسن مصطفى كبيرى حكماء الأهلى فى الجلوس وإنهاء الخلاف غير المبرر مع الرجل وتنتهى أزمة بدون لزمة ويعود ياسين منصور إلى بيته النادى الأهلى من جديد؟ أرجو وأتمنى أن يسارع الكبار لإنهاء هذا الخلاف وإعادة المياه إلى مجاريها خصوصاً أن كليهما على درجة غير عادية من الاحترام والتقدير والعشق للنادى الأهلى. بعيداً عن الرياضة قد تكون انتخابات رئاسة حزب الوفد القادمة هى الأصعب والأكثر ديمقراطية هذا العام، فالمتنافسان على درجة كبيرة من الخبرة والأهمية فالأول زميلى الدكتور أباظة، قطب وفدى كبير له إسهامات بارزة فى إثراء الحوار البرلمانى داخل مجلس الشعب وهو شخصية جديرة بالتقدير والاحترام على الرغم من اختلاف البعض من قيادات الحزب معه وآخرهم النائب محمد عبدالعليم الذى تم فصله مؤخراً من الحزب. أما الثانى فهو صديقى العزيز الدكتور السيد البدوى وهو رجل لا يختلف اثنان على أخلاقياته وأدبه الجم ناهيك عن كونه واحداً من أنجح رجال الأعمال فى مصر وهو يعمل دائماً فى هدوء وصمت ولم يكتف بالنجاحات فى عمله الخاص بل نجح بامتياز فى إيجاد كيان إعلامى كبير وهو قنوات «الحياة» التى أصبحت فى وقت قصير للغاية من أنجح المنابر الإعلامية فى مصر ناهيك عن هدوئه الشديد فى التعامل مع الأزمات، لذا فغالباً ما تجده يخرج دائماً منتصراً أو بأقل الخسائر ولو كنت وفدياً لاحترت بشدة فى اختيار من يرأس حزب الوفد فى المرحلة المقبلة المهمة والحساسة فى تاريخ هذا الحزب العريق، ولكنى على ثقة بقدرة أعضاء الحزب على اختيار الأصلح للقيادة فى المرحلة المقبلة فهل سيصبح محمود أباظة الشرقاوى، رئيساً للحزب من جديد فى محاولة للنهوض به أم يتمكن السيد البدوى الطنطاوى من الفوز بالرئاسة ومن ثم يُعيد بناءه من جديد خصوصاً أن دخوله هذه الانتخابات أسعد معظم (الوفديين) و(أزعج بشدة كثيراً من الوطنيين) لننتظر ونر.