«لافروف»: «الأسد» لن يرحل من تلقاء نفسه لأن نصف السوريين يربطون أمنهم به

أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن الرئيس السوري، بشار الأسد، لن يرحل من تلقاء نفسه، لأن نصف السوريين على الأقل يربطون مستقبلهم وأمنهم به.
وقال «لافروف»، في لقاء أدلى به لإذاعة «صدى موسكو»، ونشر على موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني، الخميس، «من الواضح أن الآلية التي تنص، وقبل أن يحدث أي شيء من حيث وقف العنف، على رحيل الرئيس الأسد، منذ البداية غير قابلة للتنفيذ، لأنه لن يذهب»، مستشهدًا بنتائج الانتخابات الماضية.
وأضاف: «فقد انتخب نصف السوريين على الأقل، الذين لأسباب مختلفة يربطون بالأسد مستقبلهم وأمنهم، الأسد وشخصه وحزبه وسياسته».
ولفت «لافروف»، إلى أن السوريين يتخوفون من مجيء متطرفين إسلاميين إلى السلطة، وهو ما سيشكل بحسب اعتقاده مشاكل ل«أمن أولئك الذين ليس لهم علاقة بالتيارات الإسلامية المتطرفة، وقبل كل شيء للعلويين والدروز والأكراد والمسيحيين، الذين هم في سوريا، ليسوا بالقلائل، ومصيرهم بالأخص يقلقنا».
وشدد «لافروف» على أن روسيا لا تتمسك بالرئيس السوري، وإنما تنطلق من أن «مصيره يجب أن يحل من خلال حوار سوري عام»، معتبرا في الوقت نفسه أن الأسد لن يجلس بنفسه إلى طاولة المفاوضات، قائلا: «في فبراير من هذا العام فقط، حين زرت مع مدير هيئة الاستخبارات الخارجية، ميخائيل فرادكوف، دمشق، قال إنه أوكل نائبه، فاروق الشرع، لإجراء اتصالات من أي نوع مع المعارضة، وحول أي مسائل»، مضيفًا أنه «لم يتم سحب هذا التوكيل، إذ أكد لنا السوريون مجددا هذا منذ فترة قريبة»، مشيرا إلى أن أغلبية المجموعات المعارضة السورية، الذين يتصل بهم، أخبروه بأن شخصية «الشرع» مقبولة لهم أيضًا.
وعلق «لافروف» على الموقف الروسي من الأزمة السورية، قائلا: «موقفنا عادل وشفاف»، منوها بأن «ما يجري الآن حوله نقاش مع شركائنا الغربيين والإقليميين، حول كيفية تفعيل العامل الخارجي، لإنهاء الازمة، موقف واقعي، وإن كان لا يضمن نجاحًا كاملًا، إلا أنه يشكل فرصة واقعية يقدر أن تأتي بنتيجة».
وعن المؤتمر الدولي حول سوريا، المقرر عقده في 30 يونيو الجاري، قال «لافروف»: «يجب عدم التدخل في الشؤون السورية من الخارج، وعدم استباق الاتفاقيات التي يجب أن يتوصل إليها السوريون بأنفسهم، يجب التفكير حول كيفية إجلاسهم إلى طاولة المفاوضات».
وأشار «لافروف» إلى أن «تأييد الأمريكيين لعروض عنان، للقاء اللاعبين الخارجيين، في 30 يونيو، بجنيف، يؤكد أنه حان موعد اللقاء، لكن لائحة المشاركين يجب أن تكون عادلة».
واعتبر «لافروف» أنه لا بد من أن تشارك في المؤتمر دول عربية محورية، مثل السعودية وقطر، وكذلك إيران، مضيفًا أنه «يجب دعوة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات، وممثلي الأمم المتحدة، والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي أيضا».