ما بين رفضه التام لعمل نجوم الكرة فى تقديم البرامج الرياضية، واتهامه للقنوات الرياضية بتسييد كرة القدم فى المجتمع، للدرجة التى أصابته بالسطحية والهيافة حسب قوله تحدث الإعلامى الكبير مفيد فوزى عن تقييمه لمستوى الإعلام الرياضى فى مصر. وبأسلوبه الساخر قال فى برنامج «صباح الرياضة»،س الذى أذيع على قناة النيل للرياضة: «أشك أننى الضيف المطلوب لمشاهدى هذه القناة، فمن المفترض أن يكون مكانى الوسيم أحمد حسن، أو الصبور حسام حسن، أو النسر عمرو زكى، أو المتصوف حسن شحاتة، أو الصامت للأبد محمود الجوهرى، أو الدبابة وائل جمعة، أو المتواضع محمد أبوتريكة، والمظلوم حقاً عصام الحضرى، فأنا شكلى غريب لجمهوركم». وتابع فوزى: «أنا (مفروس) من استوديوهات التحليل الرياضى فى هذه البلد، الذى يعانى من قضايا اجتماعية رهيبة، مثل الختان وزيادة السكان، وكذلك استمرار زواج القاصرات، وكلها قضايا تحتاج إلى 20 (استوديو تحليل اجتماعى)، يجلس فيه فرسان العلوم الإنسانية بدلاً من نجوم الكرة، لأننا بلد متخلف وغارق فى المشاكل، وهذا هو سبب التسطيح الحادث فى مصر، باسم تسييد الكرة، وعلى العكس ينبغى ألا تنصب كل الأمور على الكرة، وأن يشمل مضمون القنوات الرياضية التى تتمتع بنسب مشاهدة عالية مضموناً إعلامياً إيجابياً يهم الناس، لزرع قيم تهم المجتمع، فلابد مثلاً الحديث عن نبذ التعصب الكروى، ومنه إلى الطائفى والمهنى، لأن هذه الشاشة قادرة على تحريك المجتمع». وضرب فوزى بعض الأمثلة ليؤكد من خلالها أن التسييد الشديد لكرة القدم كان سبباً فى تغييب المجتمع قائلاً: «لم يعد المثل الأعلى هو الطبيب أو المهندس أو الصحفى، وإنما لاعب الكرة، وهذا منحنى خطير فى مجتمع العلماء فيه (بنكلة)، وأصبح لدينا الآن نجم الكرة هو رقم واحد، يليه نجم السينما، وفى المرتبة الثالثة نجم التليفزيون، والرابعة نجم المسرح، ثم نجم الفن التشكيلى ثم الكاتب أو الصحفى ويأتى العالم فى المرتبة ال14، والمسؤول عن ذلك هو الإعلام الذى يحرك المدينة». وحذر فوزى من استمرار تسييد الإعلام الرياضى لكرة القدم فى المجتمع، وقال: «الإعلام الرياضى بحاجة إلى هزة، كى يستثمر الاهتمام بالرياضة فى خدمة قضايا المجتمع، وإلا ستتكرر مسألة مصر والجزائر، التى تعد نتاجاً شرعياً للتعصب والعنف والشحن المستمر للإعلام الرياضى، خاصة أننا نعانى من عدم النضج العاطفى». ورداً على سؤال عن كيفية إدارته لأزمة مصر والجزائر، إذا ما أتيحت له الفرصة وقتها للمشاركة، قال: «لو أنا فى ذلك الموقف لن أفقد وعيى وأسب دولة الجزائر كبلد، وأنا معترض على ما قاله «علاء مبارك»، عندما خرج وقال: «السفير الجزائرى لو عنده نقطة دم يمشى، هذا الرأى خطأ، لكن الشارع المصرى التف حول علاء، ليس لكونه ابن الرئيس، ولكن لأنه عبر عن حاجة بداخلهم، لكنى اختلف معه، وشقيقه جمال كان شديد التعقل، لأنه فاهم سياسية، أما علاء، الذى قال هذا الكلام، فأقول له (يا علوه غلط)». ثم تطرق فوزى للحديث عن سلوكيات بعض الوزراء ومنهم أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، ووصف جولاته المفاجئة فى المدارس بال«كابسة». وقال: «كفاية كبسات على المدارس يا وزير التعليم، مش كل يوم أصبح الصبح ألاقى نقل 20 مدرس أو إلغاء مدرسة». وطالب فوزى الوزير بأن يجلس جلسة هادئة على حد قوله دون مصورى جرائد أو تليفزيون، للبحث فى كيفية إعادة الرياضة للمدارس، وكذلك النشاط الاجتماعى، وحصر الأموال التى تحتاجها المدارس لكى تعود للنشاط الاجتماعى هيبته، واستخراج طاقات الأطفال فى رياضات أخرى غير الكرة، التى «لحست عقول الصغار والكبار» على حد تعبيره. وأوضح فوزى أن الشباب بحاجة إلى مشروع يحرك فيه طاقاته، وقال: «أنا عاتب على صفى الدين خربوش، رئيس المجلس القومى للشباب، لأنه لا يأخذ الشباب إلى قيم جديدة فى المجتمع، وعاتب على الوزير مفيد شهاب، لعدم وجود تقنين لتشغيل الشباب فى الجامعة بالسياسة دون الخروج من الجامعة».