فى الساعة 2.30 ظهر الخامس عشر من يناير 1950 قطعت الإذاعة المصرية إرسالها لتوزيع نبأ وفاة العالم الدكتور على مشرفة وتنعى للأمة وفاة أول عميد مصرى لكلية العلوم بجامعة فؤاد الأول. ظلت وفاته المفاجئة مدعاة للحيرة والتساؤل عن سر هذه الوفاة الغامضة، وازدادت شكوك الناس عندما لحقته تلميذته الدكتورة سميرة موسى عالمة الذرة فى 18/8/1952 فى حادث مشبوه بالولايات المتحدة لتبقى الحسرة فى قلوب الناس. ولكن بعد ملاحقة علماء الذرة المصريين أصبح يقينا أن ذلك العالم الذى ولد بدمياط فى 11/7/1898، والذى حصل على أعلى درجة دكتوراه يحصل عليها عربى من إنجلترا. مات شهيدا! كانت بحوثه حول «المادة والإشعاع.. سبب شهرته العالمية ولذلك دعى للاشتراك فى بحوث القنبلة الذرية 1945 ودعاه البرت أينشتاين لمشاركته فى إلقاء محاضرات تتعلق بالذرة، ولكنه اعتذر لأن وطنه أحوج، لقد عرف سر تفتيت الذرة، وأبحاثه كانت خطيرة ومميزة وسابقة لعصره، وأغرته أمريكا ولكنه رفض، تماما كما أغرت تلميذته د. سميرة بالبقاء ورفضت فدبر لها حادث السيارة قبل عودتها إلى مصر بيومين. فى تاريخ ملاحقة علمائنا، يقتل عالم الصواريخ د. السعيد السيد بدير والدكتور يحيى المشد راعى القنبلة العراقية، ود. مشرفة ود. موسى إنها خطة مستمرة ترفض الذرة إلا لإسرائيل برعاية أمريكية. ولن ننسى ما حدث للعلماء الألمان فى الستينيات فى مصر عندما فتح لهم جمال عبدالناصر الباب لصناعة وتطوير الصواريخ، ولاحقوهم بالطرود المفخخة التى انفجرت فيهم وجعلتهم يعودون مشوهين، اليوم أرجو أن يقوم المسؤولون فى دمياط بإضافة كلمة الشهيد على النصب التذكارى للشهيد مشرفة الذى أقامه تكريما لذكراه الدكتور عبدالعظيم وزير.. حتى يتمعن فيها الشباب ويسألوا عن الحكاية ويتذكروا قصة وطن مع علمائه وسط تجبر أعدائه وتربصهم، فهل هذا كثير؟ محمود الزلاقى كاتب ومؤرخ - دمياط