وهكذا.. يباع محمود سعد على جميع المستويات.. صواريخ من نار كانت تسكن صدوراً موبوءة.. تحمل وجوهاً كبراءة طفل فى الرابعة من العمر.. تحولت إلى جراثيم كاسحة.. فى الجرائد.. وفى الشاشات وفى كلام أسود مسموم. فجأة.. وجدناه خالف ميثاق الشرف واستقطع ساعتين من الوقت الثمين للبشر!! خاصة نحن الشعوب العربية / القيمة. التى هزتها حلقة!! وفى ومضة فلاش كاميرا أصبح محمود سعد فى لجنات القيم وفى سوء الأداء المهنى وأصبح يُذكر اسمه بانكسارة عين وكأنه مسؤول عن اصطياد السحابات السوداء ونفثها فى صدورنا. فجأة.. نسينا.. كم سهرنا معه.. وكيف أصبح تاجاً على رؤوس مذيعى مصر يتوجها بحنانه الخاص.. وبقبوله الذى لا يفوقه أحد. وفى الماضى «منذ أسبوع» السبت والأربعاء كانت السهرات والضحكات والأوقات المميزة معه فقط كل هذا نسيناه. نسينا أدبُهْ الجمْ.. وبساطته مع الناس.. لم يهادن يوماً.. ولم يتغير قبل الشهرة وبعدها.. مثل «الطحالب المجهولة / المفروضة» التى من أولى مفرداتها الآن أنا وأنا وعجرفة الأنا.. وأراجوزات يوضَع لها الأسئلة وتقبل وتهادن.. وتبيع وتميع فى أيام تشبه بعضها. محمود سعد يتحدث مع عم بيومى البسيط وكأنه يحاور د. زويل.. بكلمة حضرتك. وكانت كل حلقات البيت بيتك هو.. وزائر الليل.. علَّمنا فيه أن نستمتع بدنيا خفية فى حياة أجمل المشاهير. وكانت نبضاته تتقافز فرحاً فى دقوا المزاهر حين يحصل أحدهم على شقة هى كل أحلامه فى الدنيا. ولن نحصى مزاياه وأيامه الإعلامية مع جماهيره الواسعة والأوسع. وأخطأ.. بحسابات خاطئة.. واعتذر.. واصطكت دقاته.. وماذا نريد بعد الاعتذار.. هل يشنق نفسه على الهواء؟ هل يصرخ فى كل محافظة ومدينة حتى تملأ دموعه صدوراً سوداء لن تزيدهم إلا حقداً.. ومرارة.. هل يقطع عباءة الشيخ خالد الجندى على الهواء ويعلن نهاية ظهوره. يا محمود.. كلمة الاعتذار ليست كافية وليست واجبة.. ولكنك فعلتها وعلمتنا سلوكاً كنا نحسبه حلماً فى أن يعتذر أحَد مهما بدر منه. لك الله يا محمود هو الأصلح والأبقى.. أما هُمْ فحسبى الله ونعم الوكيل.. بحق