أكد الدكتور ماجد الشربينى، رئيس أكاديمية البحث العلمى، وجود مشكلة فى دورة البحث العلمى فى مصر تحول دون تحول الأبحاث إلى منتج فعلى. وقال خلال مؤتمر صحفى عقده بمقر الأكاديمية، أمس الأول، يعد الأول له منذ توليه منصبه، إن حجم النشر العلمى الدولى لمصر يصل إلى 6 آلاف و200 ورقة بحثية، وهو رقم هزيل بالنسبة لدولة بها 80 مليون نسمة، مشيراً إلى أن مصر تقدم 1500 براءة اختراع فى العام لا يتحول لمنتج نهائى منها سوى من 30 إلى 50 براءة اختراع فقط. وأكد الشربينى أن الأكاديمية اتخذت عدة خطوات لتخطى «مرحلة الموت» التى تبدأ بعد نشر البحوث فى ظل عدم الاستفادة منها تطبيقياً، من بينها إنشاء وحدة التصميم الصناعى بكلية الفنون التطبيقية التى ينتظر أن يبدأ العمل بها فى الأول من يوليو المقبل، وتكون مهمتها تحويل البحث العلمى الحاصل على براءة الاختراع إلى منتج أولى يستطيع أن يقدمه الباحث إلى الشركات والاستفادة منه كمنتج. وانتقد رئيس الأكاديمية رجال الصناعة المصرية بسبب اعتمادهم على الاستيراد من الخارج لتحقيق الربح السريع، قائلا: «لابد من تغيير ثقافة رجال الصناعة التى تعتمد على الاستيراد ولا تنتظر انتهاء دورة البحوث واستخراج المنتج». وأضاف: منظمات المجتمع المدنى بدأت تنشط فى هذا المجال وتساعد على أن تكون حلقة الوصل بين البحث العلمى والإنتاج الفعلى، ضارباً المثل بمؤسسة مصر الخير التى تبنت بحث العالم المصرى الدكتور مصطفى السيد فى مجال استخدام جزئيات الذهب فى علاج السرطان، ومعهد القلب بأسوان للعالم مجدى يعقوب. فى سياق متصل، أكد الشربينى أن مصر تفقد ما بين 40 و48% من المبعوثين إلى الخارج سنوياً بسبب عدم توفير العمل المناسب لهم بعد العودة لعدم وجود إمكانيات كافية، مشيراً إلى أن الأكاديمية وضعت خططاً لمعالجة هذه الجزئية سيتم تنفيذها تدريجياً، ومنها مركز النانو تكنولوجى الذى تم إنشاؤه بالتعاون بين جامعة القاهرة وجامعة النيل وجذب 10 من علمائنا بالخارج. وأكد الشربينى أنه بالنسبة لمشروع مدينة العلوم فقد تم تحويلها إلى مكتبة الإسكندرية بسبب قلة إمكانيات الأكاديمية، قائلاً: «مدينة العلوم تحتاج 375 مليون جنيه لإنشائها والأكاديمية ميزانيتها السنوية 16 مليون جنيه فقط، وهو ما يعنى أن مثل هذا المشروع لن يتم إلا فى 30 سنة، أما مكتبة الإسكندرية فلديها القدرة على تجميع مثل ذلك المبلغ».
