شهدت جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، إقبالا غير مسبوق من الأقباط على التصويت، وذكرت تقارير حقوقية توجيه التصويت لصالح الفريق أحمد شفيق، ورغم نفى قيادات كنسية صدور توجيهات للأقباط تصويت لصالح مرشح بعينه إلا أن الكنيسة أكدت على لسان القائم مقام البطريركى مناشدتها للأقباط بالمشاركة فى جولة الإعادة. وقال الأنبا بسنتى، أسقف حلوان والمعصرة ل«المصرى اليوم»: «طلبت من كل الأقباط النزول فى الانتخابات والمشاركة بقوة من أجل تحقيق المواطنة والديمقراطية والدولة المدنية»، وأشار إلى ذهابه للتصويت فى حلوان، وقال: وجدت أقباطا ومسلمين يتفقون ويختلفون حول المرشحين. فى إشارة منه إلى عدم توجيه الكنيسة بتصويت الأقباط لمرشح بعينه، وأكد أن عاملى الأمن والطمأنينة سيكونان أحد أسباب نجاح أحد المرشحين، لافتاً إلى ضرورة أن يراعى الرئيس القادم التنمية الاقتصادية وحل أزمة البطالة فى أسرع وقت. ونفى جمال أسعد، المفكر القبطى، وجود تصويت طائفى، قائلاً: «إن الأقباط انضموا إلى الأقلية الصامتة التى فضلت الاستقرار على الثورة، وتريد الرجوع إلى ما قبل 25 يناير خاصة بعد تعرض الكنائس للهدم والحرق فى أعقاب الثورة»، وأشار إلى أن الأقباط يرفضون المرشح الإسلامى للحفاظ على مدنية الدولة وللتاريخ الأسود لتلك الجماعات فى الثمانينيات وتعرضها للكنائس، إضافة لأداء البرلمان فى الفترة الماضية ورغبة جماعة الإخوان المسلمين فى السيطرة على الحياة السياسية فى مصر. وأكد أسعد أنه قاطع الانتخابات، وقال: «يمكن وصف اختيار الأقباط بالخاطئ ولكنه ليس طائفيا فليس أمامهم إلا الخيار الحالى بإعادة النظام القديم وعدم الثقة فى التيار الإسلامى». من جانبها، أشارت مارى دانيال، شقيقة الشهيد مينا دانيال، منسقة حركة «كلنا مينا دانيال»، إلى مقاطعة الحركة الانتخابات الرئاسية، مؤكدة أنه لا يمكن اتهام الأقباط بالطائفية لان فئات كثيرة من الشعب المصرى فضلت الاستقرار. وقالت: «من المستحيل انتخاب أحمد شفيق بسبب الدم الذى سال والذى يحول بيننا وبينه». من جانبه أشار نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، إلى أن المنظمة رصدت من خلال مراقبيها ادعاء بعض المجموعات بتحريض من المرشح المنافس لمرشح الدولة المدنية وعلى غير الحقيقة أنهم يمثلون اتحاد شباب ماسبيرو رافعين صورة الشهيد مينا دانيال، والبعض الآخر يقفون أمام الكنائس عقب خروج المسيحيين من صلاة القداس ويوهمونهم بأنهم من شباب ماسبيرو ويطالبون المسيحيين بعدم انتخاب الفريق شفيق لانه قاتل الشهداء ومنهم الشهيد مينا دانيال. وقال جبرائيل إن اتحاد ماسبيرو هم مجموعة من المصريين الشرفاء الذين يؤدون واجبهم الدستورى ولم يطالبوا بمقاطعة الانتخابات، ومن الممكن انتحال جماعات لصفاتهم من أجل مقاطعة التصويت أو التصويت لصالح مرشح الإخوان، خصوصا أن الأقباط خرجوا منذ صباح السبت. وحذر جبرائيل من هذه اللعبة الخبيثة التى يمارسها أنصار أحد المرشحين، ويؤكد أن الأقباط لديهم من الحنكة والذكاء والحس الوطنى ما يمكنهم من إظهار الحقيقة.
