تتواصل فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان «تريبيكا» السينمائى الدولى فى الولاياتالمتحدة، والذى افتتح مؤخرا بعرض الجزء الجديد من فيلم الرسوم المتحركة «شريك»، الفيلم وهو 3D يحمل اسم «شريك للأبد بعد»، ويقوم بالأداء الصوتى فيه «مايك مايرز» و«كاميرون دياز» و»إيدى ميرفى» و«أنطونيو بانديراس». كان من بين الأفلام اللافتة هذا العام «أرض صنعت من الزجاج»، وهو يروى قصصا للناجين من مذابح الإبادة الجماعية والحرب الأهلية فى رواندا فترة حكم الرئيس «بول كجامى» حتى عام 1994، والتى أودت بحياة ما يزيد على مليون شخص، وقد عرض الفيلم الاثنين الماضى بحضور الرئيس الرواندى «بول كجامى» نفسه، والذى لم يجب عن كل الأسئلة التى وجهت له، واكتفى بقوله: الكل يريد المصالحة والسلام فى التوقيت نفسه، مما يؤدى إلى الصراع، وهذا يحدث فى بلدنا كل يوم، وتعهد «كاجامى» أمام عدد من الصحفيين ممن حضروا المؤتمر الذى عقد عقب عرض الفيلم بأن يتعاون مع خصمه السابق رئيس الكونغو «جوزيف كابيلا» للقضاء على متمردى الهوتو الروانديين الذين زحفوا إلى غرب الكونغو منذ العام الماضى. مخرجة الفيلم «ديبورا سكرانتون» أكدت أنها استندت إلى ما جاء فى تقرير «كجامى» الذى كتبه عام 2008 حول ما أسمته الدور الخفى والمتواطئ من قبل الحكومة الفرنسية فيما حدث، وكانت «ديبورا» قد التقت «كجامى» قبل عامين لتقديم فيلمها، الذى من بين ماقدمه قصة مؤثرة لأحد الروانديين الذى دفن القرويون والده الطبيب عاريا لأنه من التوتسى. أيضا لفت فيلم «رحلتى إلى تنظيم القاعدة» للمخرج «ألكس جيبنى» الأنظار، وسبق ل«جيبنى» تقديم عدد من الأفلام السياسية الوثائقية عن علاقة الإدارة الأمريكية بالشرق الأوسط، منها «تاكسى إلى الجانب المظلم» عن الحرب الأمريكية على العراق، ويبحث فى فيلمه الجديد تداعيات هجمات الحادى عشر من سبتمبر، ويتناسب مع طبيعة المهرجان الذى أسس قبل سنوات لدعم أهالى ضحايا الهجمات، الفيلم مأخوذ عن كتاب ومسرحية للكاتب «لورانس رايت» باسم «البرج العالى»: القاعدة والطريق إلى 11 سبتمبر»، وخلال الفيلم يقدم المخرج عددا من الحوارات والتصريحات ل«رايت» الذى سبق أن كتب سيناريو فيلم «الحصار» بطولة «دينزيل واشنطن»، والذى افترض وقوع عدد من الهجمات الإرهابية على مدينة نيويورك من قبل متطرفين إسلاميين. حرصت إدارة المهرجان فى هذه الدورة على تنوع الأعمال المشاركة بين الأفلام المستقلة ذات الميزانيات المحدودة والأفلام كبيرة التكلفة، وعرض عدد من الأفلام ثلاثية الأبعاد، كما تتيح عرض الأفلام للجمهور عبر الإنترنت حتى غدا الجمعة، منها 8 أفلام روائية طويلة و18 فيلما قصيرا مقابل 45 دولارا، إلى جانب إتاحة التعليق على الأفلام فى غرف الدردشة أثناء عرضها، وهو ما عبر عنه ممول المهرجان والممثل الأمريكى «روبرت دى نيرو» بتفاؤله بمستقبل المهرجان وشعبيته فى ظل هذه التغييرات. وقالت إحدى ممولى المهرجان «جين روزينثال» إن المهرجان بات يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب والمراهقين الذين يتابعون عروض الأفلام عبر عدة وسائل متطورة من خلال الإنترنت سواء بأجهزة الكمبيوتر أو الأيبودز أو أجهزة المحمول وذلك يساعدنا على مساعدة المخرجين الجدد بتوسيع قاعدة مشاهدة أفلامهم وتعريف الجمهور بهم بشكل أكبر، مثلما نحن حريصون على التزامنا بتقديم الأفلام قليلة التكلفة التى تعتمد على المهرجان للحصول على فرص توزيع جيدة. يعرض المهرجان هذا العام 85 فيلماً طويلاً من بينها 55 فيلماً روائياً و30 فيلماً وثائقياً، إلى جانب 47 فيلما قصيرا. وقد شهدت الساعات الأخيرة قبل افتتاح المهرجان أجواء من التوتر لتعطل وصول بعض نسخ الأفلام وعدد من الضيوف بسبب تداعيات بركان أيسلندا وتوقف رحلات الطيران، فى حين اضطر بعض المشاركين لخوض رحلات بين 6 دول للوصول إلى نيويورك طوال أربعة أيام، ومنهم المنتجان الأيرلنديان «ريبيكا أو فلانجين» و«روب والبول» اللذان سافرا عبرالعبارات طوال 400 ميل من أيرلندا إلى إنجلترا ثم فرنسا ومنها إلى إسبانيا فى مسافة تقدر ب 900 ميل، ومنها إلى كولومبيا ثم الولاياتالمتحدة التى وصلاها فى اليوم الأول للمهرجان حيث يعرض فيلمهما «إخوتى»، بينما لحق بهما مخرج الفيلم «بول فريزر» بعد يومين عبر الطيران المباشر من أيرلندا إلى نيويورك. الأمر نفسه تكرر مع أحد موظفى المهرجان «ليمان كوليجى» الذى خاض 5 رحلات مسافتها تقدر ب1000 ميل عبر القطارات السريعة فى عدة دول أوروبية، نام خلال إحدى هذه الرحلات على الأرض، بعدما علق فى إيطاليا بسبب البركان، ولم ينجح فى الوصول إلى بلده إلا فى رابع أيام المهرجان ليبدأ عمله. كانت إدارة المهرجان قد وضعت خطة بديلة فى حال تعثر وصول الضيوف أو نسخ الأفلام تقضى بعرض الأعمال وفتح حلقات نقاشية حولها وإدارة الندوات مع صناعها من خلال الاتصال المفتوح والمباشر عبر الإنترنت. وعلقت المتحدثة باسم المهرجان «تامى روزن»: لقد تسبب البركان فى كابوس كبير، فلدينا ضيوف من 38 دولة وهذا آخر وصول كثير من الضيوف وأربك جداول عروض الأفلام، إلا أننا تغلبنا على هذه المسألة ونظمنا مشاركات المنتجين والمخرجين والموزعين والنجوم.