سجد ركاب العبارة «الرياض» على أرض ميناء سفاجا، فور وصولهم، شكراً لله على نجاتهم، بعد قضائهم 44 ساعة فى عرض البحر الأحمر، داخل قاعدة برانيس البحرية، بسبب سوء الأحوال الجوية، واحتشدت عشرات الأسر خارج الميناء انتظاراً لعودتهم من الأراضى المقدسة عقب قضائهم «العمرة». روى عدد من المعتمرين ل«المصرى اليوم» تفاصيل ساعات الرعب التى عاشوها على متن العبارة. قالت الحاجة أم هانى 65 عاماً من منطقة السيدة عائشة فى القاهرة إنها كانت على متن العبارة ومعها 8 من أسرتها فى طريق العودة بعد أدائهم العمرة وأنها غادرت سفاجا على العبارة نفسها منذ أسبوعين وفور دخولهم العبارة كانت الأحوال الجوية سيئة وسرعة الرياح شديدة، وبعد تحركها من الميناء السعودى بساعة، شاهدنا الأمواج المرتفعة ترتطم بجسم العبارة، فبدأت تهتز من الجانبين وظهرت علامات الخوف على عدد من الأطفال المرافقين لأسرهم. وبعد ساعتين بدأ الجو يزداد سوءاً وشاهدنا، من خلال النوافذ، الأمواج وهى ترتطم بجسم العبارة وأصابتنا الرياح الشديدة بالرعب، وازداد خوفنا بعد تشغيل مسؤولى العبارة القرآن الكريم داخل صالات العبارة، وتم توزيع سترات النجاة علينا، وأبلغ طاقم العبارة الركاب بكيفية ارتدائها، وهنا تذكرنا سيناريو غرق العبارة السلام 98. وأعرب أحمد مرسى، 55 عاماً، من كفر الشيخ عن سعادته بالنجاة من الغرق، وقال: «كنت أستعد لتجهيز ابنتى الكبرى للزواج»، ولفت إلى أنه رفض إبلاغ أسرته بما يجرى على العبارة، وأخبرهم بأنه بخير وأن سبب تأخره فى العودة عدم وصول حقائبه ومتعلقاته من الميناء السعودى. واتهم مسعد صلاح، مشرف على مجموعة معتمرين من كفر الشيخ، مسؤولى العبارة باستغلالهم ببيع الأغذية والمشروبات، التى قدمها مسؤولو القاعدة البحرية فى برانيس مجانا، خاصة أن من بين المعتمرين من نفدت أموالهه، لافتاً إلى أنه سيتقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد مسؤولى شركة العبارة «الرياض»، لتركهم فى عرض البحر يصارعون الغرق دون إرسال أى سفن أو طائرات لإنقاذهم. وكشف أن عمليات خروجهم من العبارة بعد وصولها لسفاجا استغرقت نحو 4 ساعات، ولم يراع المسؤولون الحالة السيئة للركاب وأن عمليات الخروج كانت تتم بصورة فردية رغم تجميع جوازات السفر منهم فور الوصول إلى الميناء. وأكد اللواء حسين الهرميل، رئيس شركة القاهرة للعبارات مالكة العبارة «الرياض»، أن المهندس علاء فهمى، وزير النقل، قرر رد 50% من قيمة التذكرة لجميع الركاب، وصرف 200 جنيه لكل معتمر فور خروجه من العبارة فى ميناء سفاجا. من جانبه، قال مجدى حافظ، ربان العبارة «الرياض»: «مررت بأصعب وأخطر 5 دقائق فى تاريخى المهنى، فقبل وصولى إلى ميناء سفاجا، على بعد 45 ميلاً بحرياً فوجئت بموجة بحرية مدفونة، فقررت اللجوء إلى قاعدة برانيس، ورفضت الاعتماد على قوة العبارة وحداثتها لتجاوز الموجة، لحرصى على حياة الركاب»، وأشار إلى أن الشركة تتبع العبارة عبر الأقمار الصناعية، مما يمنح الربان فرصة طلب المعونة فى أى لحظة.