تاريخ حافل بالبطولات، سجله أبناء جمعية مجاهدى سيناء، الذين شكلوا الذراع الطولى لمهاجمة الاحتلال الإسرائيلى من عام 1967، وحتى التحرير فى حرب أكتوبر عام 1973، لكن بقدر ما كانت التضحيات كبيرة، لم يكن التقدير من جانب الحكومة بالقدر المطلوب. تضم الجمعية فى عضويتها 750 مجاهداً ليس من سيناء وحدها كما يقول الشيخ عبدالله جهامة، رئيس جمعية مجاهدى سيناء، ويضيف «جمعية المجاهدين التى تضمهم سيناء فى شمال وجنوب سيناء وفى كل محافظات الجمهورية وأعضاؤها من الفدائيين، ويشترط أن يكون العضو المجاهد حاصلاً على نوط الامتياز من الطبقة الأولى وهو تقدير من الدولة المصرية لجهودهم الخارقة فى إيقاع ضربات موجعة بالعدو الإسرائيلى خلال الاحتراف وفى حرب الاستنزاف». يقول عبدالله إن مجموعات الفدائيين كانت تكلف بأعمال الرصد والمراقبة والنسف والاغتيالات ضد الوجود الإسرائيلى فى سيناء، واستشهد من أعضائها الكثيرون، ويتذكر الرجل الذى خاض معارك مهمة هو ورفاقه أنهم نجحوا فى نسف طائرات هليوكوبتر فى مطار وسط سيناء تمكنوا فيه من قتل 11 جندياً وامرأة إسرائيلية، وتمكنوا من العودة لقواعدهم سالمين. ويرفض الرجل تماماً التشكيك فى وطنية شعب سيناء المجاهد، ويطالب بأن تقدر الحكومة تضحياتهم الكبيرة، لا أن تتغافل دورها فى رعايتهم كما يحدث الآن. وكشف جهامة عن سوء الأحوال المادية لكثير من أبناء المجاهدين، وقال إن الحكومة تنكرت لدورهم، وتجاهلت وزارة المالية ما قرره مجلس الشعب فى 2002 بمنح كل مجاهد مكافأة شهرية مقدارها 500 جنيه تقديراً لجهودهم من أجل الوطن، وقال رئيس جمعية المجاهدين، «بكل أسف لم يتحقق شىء»، ووزير المالية أوقف القرار على الرغم من أن المبلغ ضئيل ولا يوازى قيمة ما بذله الفدائيون، ويضيف: «المجاهد الذى أعطى حينما عز على الكثيرين العطاء فى ذلك الوقت، عيب أن يظل بهذا المنظر الصعب، وأولادهم أصبحوا عرضة للناس وينتظرون رمضان حتى يسألوا الناس الحاجة». ويضيف جهامة «كان هناك قرار من وزير الأشغال بمنح كل مجاهد 5 أفدنة لزراعتها، ولم ينفذ هذا القرار أيضاً»، ويؤكد أن المجاهدين لم يجدوا تقديراً إلا من رجال القوات المسلحة البواسل، لكنه يتساءل أين الدولة بأجهزتها المدنية، لماذا لا تخصص جزءاً من الميزانية كل عام من أجل المجاهدين. الشيخ عبدالله يتحدث عن وقائع محددة لما آلت إليه أحوال المجاهدين، وفى هذا الإطار، يتذكر قصة «حسين مسلم» شيخ المساعيد، الذى دخل إلى سيناء لكى ينسف موقعاً إسرائيلياً فى البر الشرقى للقناة، ووقع فى كمين أمنى، لكنه تصدى لليهود حتى ينقذ جماعته، وتمكنت جماعته من الانسحاب، وتسلمته مصر بعد 25 يوماً من استشهاده، ولم يتعرف عليه أحد لأن جسمه كان مغربلاً بالرصاص، ويتساءل، أين أولاده الآن؟!، ويجيب: «أوضاعهم سيئة ويسألون الحاجة، أين الحكومة منهم»، وختم حديثه بالقول «إن إغفالهم يضعف الانتماء فى نفوس الشباب»، وطالب «المصرى اليوم» بتبنى قضيتهم العادلة، حتى ينال المجاهدون حقوقهم والتقدير اللائق من الحكومة لهم.