كشفت معلومات، حصلت عليها «المصرى اليوم»، أن شركة الدخيلة هى المنتج الوحيد فى مصر للخامة اللازمة، لتصنيع سلك الأوانى «ليف المواعين» التى لا غنى عنها لكل بيت فى مصر. أشارت المعلومات إلى أن الدخيلة هى الوحيدة التى تنتج لفف حديد التسليح اللازمة لإنتاج هذا السلك، وهى لفف يتم إنتاجها لهذا الغرض وحده ولا تصلح للبناء وأقطارها 5.5 مللى و6 ملليمتر و9 ملليمتر. كما تبين أن المصانع الصغيرة التى تقوم بسحب تلك الخامة والتجار الذين يوزعونها يحققون أرباحا تصل إلى 100% وربما أكثر. وأوضحت مصادر مسؤولة فى مصانع عز الدخيلة أنه فى الفترة من يناير 2009 حتى نهاية مارس الماضى، تم بيع 100 ألف طن لفف حديد من تلك الأنواع بمتوسط سعر 3000 جنيه للطن، لتستحوذ مصانع السحب العاملة بالقاهرة على 73 ألف طن والجيزة 2000 طن والإسكندرية 5000 طن والدقهلية 8000 طن من هذه اللفف لاستخدامها فى صناعة السلك والمسامير. ووصفت المصادر هذه الصناعة ب«المربحة للغاية»، فقد وصل طن السلك من المصنع إلى 12 ألف جنيه فى الفترة التى كان سعر حديد التسليح فيها قد بلغ 7500 جنيه، وحين تراجع الحديد إلى 3 آلاف جنيه للطن انخفض السلك إلى 7.5 ألف جنيه، قبل أن يزيد منذ أسبوعين إلى 8.5 ألف جنيه، رغم أن تكلفة تحويل حديد التسليح إلى سلك فى مصانع السحب تبلغ 1500 جنيه للطن. وعلق محمد حنفى، مدير غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، بأن عدم تراجع الأسعار عند انخفاض المدخلات مبدأ عام فى مصر، فالأسعار التى ترتفع لسبب ما تظل كما هى حتى مع تلاشى السبب. فى حين عزا المهندس محمد الحسينى، مستورد ماكينات تصنيع السلك، ارتفاع ثمن «ليف المواعين» إلى ارتفاع أسعار الماكينات المنتجة له والتى يصل ثمن الواحدة منها إلى 300 ألف جنيه علاوة على أن هذه المصانع تتحمل أعباء أخرى تزيد من التكلفة، منها استهلاك الماكينات الكثيف للكهرباء وسرعة تعرض سكاكينها للتلف وتغييرها باستمرار. وأشار الحسينى إلى أن هناك نوعا آخر من الماكينات تنتجه وتستخدمه الصين فى إنتاج ليف المواعين، وعلى الرغم من أن هذه الماكينات منخفضة الثمن مقارنة بغيرها، حيث إن سعرها يتراوح ما بين 40 و50 ألف جنيه، كما أنها لا تحتاج لعمالة كبيرة وتوفر فى الكهرباء، لكن لا يتم استيرادها لأنها تحتاج إلى مدخلات مختلفة عن الموجود عندنا. وفى لقاء مع صاحب مصنع بمنطقة غمرة، التى تضم أكبر عدد من مصانع الليف المعدنى، تبين أن أسعار سلك المواعين زادت الشهر الحالى بعد زيادة أسعار حديد التسليح أول أبريل الجارى، حيث وصل سعر الكيلو إلى 8 جنيهات بعد أن كان 7 جنيهات. وبسؤاله عن المتحكم فى الأسعار، قال إنها مرهونة بحديد التسليح اللازم، وبما يحدده أصحاب مصانع الليف الكبيرة التى يكون لديها مخزون من الحديد يمكنها من التلاعب فى أسعار السلك، وعلى أصحاب المصانع الصغيرة الرضوخ لذلك. وأضاف أن الأسعار مرهونة أيضا بسلوك تجار التوزيع فى مستوى الجملة والتجزئة . من ناحيته قال الدكتور سمير محمود يونس، خبير الصلب، عضو الاتحاد العربى، إن «ليف المواعين» صناعة بلا هالك وهى مثل صناعات عديدة لا تحتاج إلى رأسمال كبير وتحقق عوائد عالية وسريعة على رأس المال. وأضاف: «هى صناعة محدودة التنظيم والتجارة مع أنه بالتنظيم واستخدام وفورات الحجم يمكن تحقيق أرباح أعلى». وأشار إلى أن إيطاليا من أهم منتجى ماكينات سحب الليف المعدنى، لكن الاستيراد يتم أيضا من ألمانيا وإنجلترا بل ويقوم البعض باستيراد « مكن» صينى ويستخدمون معه سكاكين «جزرات» ألمانية أو إيطالية.