فى زيارة مفاجئة، دخل رئيس الوزراء الروسى فلاديمير بوتين صيدلية فى شمال البلاد للتأكد من أنها تلتزم بالأسعار التى حددتها الحكومة لبعض الأدوية، وفقاً لما ذكرته وكالة «إنترفاكس». وبحسب الوكالة، فإن بوتين كان فى طريقه أمس الأول إلى مصنع لتعليب السمك ليرأس اجتماعاً حول تطوير قطاع الأسماك فى «مورمانسك»، حين طلب من موكبه التوقف أمام صيدلية «36.6» التابعة لسلسلة صيدليات حصلت على معونة من الحكومة فى إطار إجراءات مكافحة الأزمة الاقتصادية. وكان فى عداد موكب بوتين فريق من الإعلاميين دخلوا وإياه الصيدلية، حيث سأل رئيس الوزراء الصيدلانية عن سعر دواء «أربيدول» المضاد للأنفلونزا. وتساءل بوتين مخاطبا الصيدلانية: «ألا يشتكى زبائنكم؟ هل تحترمون قانون الأدوية الضرورية؟ أرينى لائحة الأدوية» التى تحدد السعر الأعلى المسموح به من قبل الحكومة. وبارتباك واضح انهمكت الصيدلانية فى البحث عن اللائحة التى طلبها منها رئيس الوزراء، وأجابته: «نحن مرتبكون بعض الشىء. لا يزورنا كل يوم هكذا زبائن»، فرد عليها بوتين قائلا: «لسنا على عجلة من أمرنا». وفى النهاية عثرت الصيدلانية على اللائحة وأظهرت لرئيس الوزراء أن سعر عقار أربيدول فى صيدليتها هو أقل من السعر الأقصى المحدد من قبل الحكومة. تعيد هذه الزيارة المفاجئة إلى الأذهان تلك الزيارة التى قام بها بوتين إلى أحد المتاجر الكبرى فى موسكو، حيث طلب من المسؤولين عنه خفض الأسعار، بعدما وجد أن أسعار بعض أنواع النقانق مرتفعة للغاية، وبالفعل فقد عمد المتجر يومها إلى خفض الأسعار. وقد شهدت أسعار المواد الغذائية فى روسيا خلال الفترة الماضية زيادة ضخمة جعلت معدلات التضخم السنوية ترتفع بنسبة أكبر من 10%. وأثار بوتين خلال الأزمة الاقتصادية إعجاب أفراد الشعب الروسى بشكل متزايد بممارسته دور «رجل الدولة المتواجد فى كل مكان». ففى شهر يونيو الماضى، أجبر رئيس الوزراء الروسى، مدير مصنع للأسمنت فى مدينة صغيرة بالقرب من سان بطرسبورج، على إعادة التشغيل بعد أن قرروا وقف الإنتاج لتدنى الطلب على المنتج، وهو القرار الذى شهد احتجاجات نظمها مئات العمال. وقد أنب يومها بوتين أمام الكاميرات أوليج ديريباسكا صاحب المصنع رامياً باتجاهه قلماً ليوقع عقدا يعيد تشغيل المصنع.