غادر رئيس قرغيزستان المخلوع كرمان بك باكييف، أمس، مدينة تاراز فى كازاخستان متوجها إلى مينسك عاصمة بيلاروسيا، بينما استبعد مسؤول فى الحكومة المؤقتة إمكانية أن تقدم دولة على استضافة باكييف لفترة طويلة، مؤكدا إصرار الحكومة على محاكمته.وكانت منظمة الأمن والتعاون الدولى وروسيا وكازاخستان والولايات المتحدة قد قامت بترتيب سفر باكييف من قرغيزستان بعد السماح له بالرحيل مقابل ضمان سلامته قبل البت فى مسؤوليته عن القتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات. بينما أعلن عظيم بك بكنزاروف، نائب رئيسة وزراء قرغيزستان «المؤقتة»، أن عائلة الرئيس المخلوع نقلت 200 مليون دولار إلى خارج البلاد فى 6 أبريل الجارى عبر بنك «أوب بنك»، بينما أعلن متحدث باسم النيابة العامة فى قرغيزستان أن السلطات تشك فى قيام مكسيم باكييف، النجل الأصغر للرئيس المخلوع، الذى كان يترأس الوكالة القرغيزية المركزية للاستثمار والابتكارات باستخدام القرض الروسى المقدم لبلاده فى غير الأغراض المخصص لها، مشيرا إلى أنه تم رفع دعوى جنائية بشأن القضية، وتفيد معلومات النيابة العامة بأن مكسيم وضع 35 مليون دولار من القرض الروسى فى حسابات خاصة فى البنوك التجارية وبنوك مملوكة لأصدقائه، وتؤكد النيابة العامة أن المبلغ الباقى من القرض الروسى البالغ 300 مليون دولار تم تحويله بصورة غير قانونية إلى صندوق الاستثمار بغرض المضاربة فى البورصات فى الخارج. فى الوقت نفسه، اقتحم محتجون موالون للرئيس المخلوع مكتبا حكوميا إقليميا فى مدينة جلال أباد الجنوبية فى مؤشر على استمرار التوترات رغم رحيل باكييف. وبدورها، قالت رئيسة الحكومة المؤقتة روزا أوتونباييفا إن الحكومة تعمل على وضع دستور جديد يؤسس لديمقراطية برلمانية، وأضافت للصحفيين فى واشنطن ومدن أخرى فى مؤتمر عبر دوائر تليفزيونية مغلقة من بشكيك: «اتفقنا على نظام جمهورية برلمانية، ولدينا الآن مجموعة عمل تعد دستورا». وقالت أوتونباييفا إنه من السابق لأوانه قول ما إذا كانت ستخوض الانتخابات الرئاسية المتوقعة خلال حوالى ستة أشهر. وأشارت أوتونباييفا إلى أن قرارها السماح لباكييف باللجوء إلى كازاخستان أغضب كثيرين فى البلاد، وأضافت أن مهمتها الأساسية الآن هى المصالحة السياسية. وقالت: «أريد أن أكون مصالحة»، وأضافت: «ليست لدينا أحزاب كبيرة قوية سوى الأحزاب الثلاثة التى تقود حكومتنا المؤقتة. إذا لم نتحد معا فسنخسر كل شىء»، وتعهدت أوتونباييفا بتبنى نهج متوازن بين روسيا والولايات المتحدة.