من منا لم يغني «سينا رجعت تاني لينا ومصر اليوم في عيد»؟ من منا لم يشعر بسعادة بالغة وهو يردد هذه الكلمات؟ كلنا فعلنا ذلك، إلا المواطنين المصريين في سيناء! عادت سيناء ولم يشعروا بالعيد الذي تغنينا به رغم مرور ثلاثين عامًا على «التحرير». عادت سيناء إلى مصر فلم يمنحها الوطن سوى علم، وعطش، وتهديد بالطرد من المنزل المتوارث جيلا بعد جيل، وتشكيك في الوطنية والانتماء، وحرمان من دخول الكليات العسكرية، واشتباه واعتقال. وحينما قامت الثورة، منح الوطن سيناء فوضى وانسحاب أمني! خمسة وأربعون عامًا على النكسة واحتلال سيناء، وثلاثون عامًا على «تحريرها»، وعام ونصف على ثورة ستأتي برئيس جديد خلال أيام، ورغم ذلك تظل أقصى أمنيات المواطن المصري في سيناء هي كوب من الماء العذب، وبعض شعور بالأمان، وإحساس بأن «سيناء رجعت كاملة» للوطن، وإحساس آخر بأن الوطن يرحب بهذه العودة من خلال سياسات التنمية وعدم التهميش لا من خلال الأغاني. سيناء تتمرد على «الخيمة» وترفض «التهميش» و«الاشتباه» تسعة وأربعون كيلومترًا هي المسافة التي سيقطعها صالح غانم، الشيخ الستيني من قرية الريسان (35 كيلومترًا جنوبالعريش)، حتى مدينة الحسنة للإدلاء بصوته في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية. عناء كبير لمن هو في سنه، ومشقة قد يصعب على غيره ممن هم أصغر سنًا تحملها. إلا أن طعم الأمان والمياه العذبة الذي يحلم أن يوفره له الرئيس المقبل يستحق التضحية.. المزيد «الملكية»: الفريضة الغائبة في سيناء تقر الدساتير المصرية أن المواطنين أمام القانون سواء وأن الملكية الخاصة لها حرمتها. إلا أن الحكومات المصرية المتعاقبة حرمت المواطنين المصريين في سيناء من هذه الحقوق وغيرها، خالقة حالة من الاغتراب بين المواطن في سيناء وبين أرضه وبيته.. المزيد «الجركن»: رمز الحياة في سيناء «العطشانة» بعد ثلاثين عامًا من «التحرير» في مصر، «هبة النيل»، مازال ال«جركن» و«الزجاجات البلاستيكية» و«خزان المياه» من أهم الأدوات المنزلية التي لا يستطيع المواطن المصري في سيناء العيش دونها. فيهم يخزن المواطن الماء العذب، أصل كل شيء حي، ودونهم يموت عطشًا.. يحدث هذا بعد ثلاثين عامًا على تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي.. المزيد