أرجع أمين أباظة، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، الضجة المثارة حول مدى صلاحية اللحوم الهندية للاستهلاك المحلى، إلى «صراع المستوردين»، مؤكداً أنه لم يتم السماح بدخول أى شحنات لحوم غير مطابقة للمواصفات البيطرية، مشيراً إلى أنه التقى أمس، وفداً من جمعية مصدرى اللحوم الهندية، وأنه تم خلال اللقاء التأكيد على أن الهند تمتلك نظاماً صارماً للرقابة على سلامة اللحوم المصدرة إلى الخارج للحفاظ على سمعتها فى السوق العالمية. وقال الوزير، فى المؤتمر الصحفى الذى عقده أمس على هامش اجتماعات الدول الثمانى للأسماك والمصايد والأسمدة، إنه ليس من مهام وزير الزراعة أن يفحص كل عجل يتم استيراده من الخارج، ولكن الأكثر أهمية أن تكون هناك قواعد واضحة لحماية الثروة الحيوانية المصرية وصحة المواطنين لمنع محاولات البعض استيراد لحوم فاسدة. واعتبر أن أحد أسباب ارتفاع أسعار اللحوم حالياً هو انخفاض أعداد الثروة الحيوانية المصرية، التى تأثرت سلبياً بسبب انتشار مرضى الحمى القلاعية والجلد العقدى عام 2006، نتيجة استيراد بعض الحيوانات الحية من الخارج كانت مصابة بالمرض. وكشف أباظة عن أن مصر فقدت ما يتراوح بين 25 و35% من ثروتها الحيوانية بسبب هذه الأمراض، بالإضافة إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف خلال عام 2006، أدى إلى إحجام المربين عن تربية الحيوانات والتخلص من صغار الإناث وذبح أكثر من 40% من رؤوس الحيونات خارج المجازر، وهو ما ساهم فى أزمة ارتفاع الأسعار الحالية. وأوضح أن مصر تستورد ما يقرب من 400 ألف طن لحوم سنوياً للحد من ارتفاع أسعار اللحوم المحلية، وتشجيع المربين على تفعيل مشروع البتلو لزيادة أعداد الثروة الحيوانية المصرية، وخفض أسعار تكلفة إنتاج اللحوم التى تصل إلى 20 جنيها للكيلو القائم. فى سياق آخر، كشف وزير الزراعة عن أنه لن يتم تسلم القمح طبقاً للأسعار العالمية، إلا من خلال شُوَن بنك التنمية والائتمان الزراعى، وطبقاً للشروط التى وضعتها الحكومة فى هذا الشأن. وقال أباظة: «لن نتسلم القمح إلا من المزارعين الذين قاموا بتسجيل مساحاتهم المزروعة بالقمح وتحديد أماكن الزراعة للتأكد من أن الدعم للقمح المصرى فقط وللمزارع المصرى، لمنع خلط القمح المستورد بالبلدى». وشدد على أن الحكومة تدعم المزارع المصرى،وليس التاجر أو المستورد أو الغشاش الذى يخلط القمح المستورد بالمحلى، مشيرا إلى أن الدولة تتحمل 1.8 مليار جنيه سنويا لزيادة معدلات توريد القمح لصالح الدولة. من جانبه أكد سفير الهند بالقاهرة ار سومينثان،التزام بلاده بتصدير لحوم ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة إلى مصر،لافتا إلى أن بلاده تقوم بتصدير لحوم بقيمة تتعدى 1.3 مليار دولار إلى أكثر من 65 دولة فى جميع أنحاء العالم ومن بينها مصر. وقال سومينثان خلال مؤتمر صحفى أمس بحضور وفد هيئة الصادرات الزراعية والأغذية المصنعة الهندية: «إن الهند تقدر نواحى القلق التى يشعر بها المستهلك المصرى»، لافتاً إلى أن بلاده «تقوم بصورة منتظمة منذ أربع سنوات بتصدير اللحوم الجاموسى المشفاة المجمدة والمذبوحة وفقاً للشريعة الإسلامية إلى مصر وهو ما يميز اللحوم الهندية». وأضاف أن اللحوم الهندية منذ لحظة وصولها تخضع لفحص واختبارات دقيقة من جانب وزارتى الزراعة والصحة. وخلال المؤتمر استعرض رئيس هيئة الصادرات الزراعية الهندية والأغذية الهندية اسيتا ترابثى، إمكانات بلاده من حيث توافر الثروة الحيوانية وكيفية مراقبة أمراضها، مؤكداً اهتمام الهند بصحة الثروة الحيوانية وأفضل الممارسات فى عملية تربية الحيوانات فضلاً عن توفير خدمات بيطرية. وقال ترابثى: «الثروة الحيوانية فى الهند تتم تربيتها فى المراعى الطبيعية، وتتغذى على الحشائش وغيرها من المزروعات الطبيعية»، مؤكداً أنه لا يتم حقنها على الإطلاق بالهرمونات أو أى من المواد الكيماوية، ومشدداً على خلوها من أى أمراض سواء الحمى القلاعية أو جنون البقر.