العلاقة بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والمشير الراحل أيضا عبدالحكيم عامر، ستظل من العلاقات المثيرة للجدل، فعامر كان الرجل الثانى فى ثورة 23 يوليو، ودوره كان من أهم الأدوار، فقد كان محركا ودافعا لحلم الثورة نظريا وعمليا، ولولاه ما اكتمل الهدف منها، ورغم أنه كان هناك تباين واضح بين شخصيتى ناصر وعامر فإن هدفاً واحداً كان يجمعهما، وهو التغيير. وهذه العلاقة التى امتدت إلى المصاهرة، مرت بمنعطفات كثيرة وحرجة ووصلت إلى حد الصدام، ومن هذه المحطات، فشل مشروع الوحدة مع سوريا، وحرب اليمن والعدوان الثلاثى، ونكسة يونيو 1967، التى قطعت ما تبقى من أواصر هذه العلاقة، وأسدلت الستار على آخر ما تبقى منها ، لينتهى الأمر باختفاء عامر من المشهد السياسى، مخلفا سؤالاً واحداً هو: هل انتحر أم نُحر؟، وبين حين وآخر يعاود هذا السؤال فرض نفسه، وتظل القضية محط اهتمام الكثيرين، ونحن هنا لا نقف فى جانب ضد الجانب الآخر، وإنما نعيد قراءة أوراق هذا الملف، الذى يقدم قراءة شاملة فى علاقة ناصر وعامر من الثورة إلى النكسة.