نانسى عبدالهادى: الربيع فى القلب المذيعة بقنوات النيل نانسى عبدالهادى: أشعر بالربيع وأحبه رغم المنغصات التى تحد من متعه، سيظل معنى جميلاً وإن خالف واقعه ذلك، «الناس فى مصر تعبانة وبتتلكك علشان تفرح وتغير جو» وشم النسيم هو إحدى الفرص القليلة لتحقيق ذلك، والاستراحة من إرهاق العمل، والخروج للتنزه واستنشاق الهواء الطلق حتى لو كان ممزوجا بعادم السيارات فهو فى كل الأحوال أفضل من «حبسة البيت»، وهناك مؤشرات أشعر من خلالها بقدوم الربيع، كتفتح بعض نباتاتى المنزلية وكذلك فاترينات محال الملابس، حينما ألمح فيها القطع الملونة، والنقوش المبهجة أعرف أن الربيع قد حان وأشعر به فى قلبى. حسن طلب: نسيم إيه فى بلد خنيقة يقول الشاعر حسن طلب: لم أعد أشعر بالربيع فى السنوات الأخيرة، فالزحام والقبح قضيا على كل مظاهره، من يتكلم عن الربيع الآن يتكلم عن معان عرفها فقط نظريا من خلال نصوص المحفوظات المدرسية، أو من خلال ذكريات بعيدة غائمة تعود لعشرات السنين الماضية، والفصل الراهن لا يحمل من الربيع سوى اسمه فقط، لأنه على النقيض من معانيه الأصيلة، التى تتجسد فى الجمال الكونى وإشراق الطبيعة واعتدال الطقس والروائح الذكية، ويؤسفنى القول إن القاهرة أصبحت من أبشع عواصم العالم، ولم أجد فى قبحها الحالى مثيلا، فأى نسيم فى تلك القاهرة القبيحة؟ فى الماضى عندما كانت القاهرة تحتفظ ببريقها وجمالها، كان للربيع مذاقه، وإيذان بالفرحة والتغيير للأفضل، كنت أحرص على ممارسة طقوسه بمجرد ما ألحظ تحسن الجو وهبوب نسمات دافئة وعودة الطيور المغردة لغنائها وخروجها من مكامنها الشتوية. إيمان بكرى: الأحلام عمرها قصير الشاعرة إيمان بكرى: الربيع يحمل صفات المبدع الذى يسعى عادة لبث الطمأنينة والأمل فى النفوس، ويحمل بشائر الخير، وينأى بوجهه أحيانا عن مشاكل الحياة ويزمجر من الظلم والقيود، لأنه تواق للحرية والتقلب كما الربيع تماما، فالمبدع مزاجى بطبعه صعب التنبؤ بتصرفاته، وشخصيا أحمل من الربيع ابتسامته وروحه المرحة وانطلاقه، دائما أتفاءل بما هو قادم، وأحاول إهداء من حولى باقة من ورود، فالأحلام عمرها قصير وإن لم أقتنصها ستضيع فى خريف العمر. صلاح العزب: أنا 4 مواسم كنت أتمنى أن يشبهنى الربيع أو أشبهه، وأحاول جاهدا أن أكون ربيعا حقيقيا، بردا وسلاما على نفسى وعلى من حولى، لكن كما خلق الله العام بفصوله الأربعة خلق الإنسان صيفا وشتاء وربيعا وخريفا، أكون كل فصول العام فى اليوم الواحد، الشتاء بمجرد الاستيقاظ حيث الهدوء الشديد والشوارع الخالية وربما الأمطار، بعد كوب الشاى باللبن والدش الصباحى أتحول إلى ربيع فورا، استعدادا للخروج إلى الحياة، طبعا يحدث أن يتغير المزاج وأصير صيفا ثم خريفا، لكننى مع حلول المساء لابد أن أعود ربيعا مرة أخرى، فالليل يغسل الروح، وربيع يومى يقضى على كل فصول ومواقف اليوم السيئة، الليل هو الجلوس على المقهى أو دخول السينما أو حتى السهر فى العمل وعلى الفيس بوك، أو السير فى شوارع وسط البلد التى لا تخلو من محبيها، ووسط البلد بالنسبة لى هى الربيع، وسط القاهرة التى تشبه أيضا بمناطقها المختلفة كل فصول العام. الشاعر أحمد تيمور: اسمى (ربيع) الشاعر وأستاذ الكبد بطب الأزهر د. أحمد تيمور: تلاقياتى مع الربيع كثيرة، فأسمى «يمور» فى اللغات الآرية يعنى الربيع الدائم، كما أننى ولدت فى أوائل مايو، أى فى النصف المعتدل من هذا الفصل حيث اعتدال الحرارة وانتهاء التقلبات المناخية والخماسين، وهذه الفترة أعتبرها كما الجغرافيين قمة الربيع، هى فترة الإزهار والميلاد للكثير من النباتات، ولأنى من مواليدها أصبحت على شاكلتها، مزهرا بالمحبة، لا أبخل بعلمى أو جهودى على الآخرين، وأنشر الأمل فى نفوس مرضاى حتى ذوى الحالات الحرجة، وأحتفى بالربيع على طريقتى الهادئة الخاصة دون أن أهجر أمكنة ورفاقاً وعادات بشكل كامل، حيث أقسم يومى لفترتين، آخذ بينهما راحة للرياضة، أو التمتع بالطبيعة لساعات قليلة، وانتهز عطلة نهاية الأسبوع للخروج عن نطاق القاهرة لإحدى المدن الجميلة. د. نصار عبدالله: إحنا «دبلانين» رئيس قسم الفلسفة بآداب سوهاج د. نصار عبدالله: أنا أشبه الشتاء الذى ينتظر الربيع بفارغ الصبر، أنا كمون وذبول، كائن أقرب للموت منه للحياة ومتعطش لصحوة قدرية، لربيع لا يأتى أبدا، وأظنها حالة يشاركنى فيها أغلب المصريين، فالحالة الراهنة المتردية للواقع المصرى أضفت جوا من الكآبة داخل نفوس وبيوت كل المصريين، وتسببت فى انهزام الأفراد وانسحاقهم وذبولهم كنتيجة حتمية لذبول المرحلة السياسية والحضارية التى يعيشونها الآن، ولكن يظل ثمة حلم بأن ربيعاً ما سيأتى جالباً البهجة والصحوة والنضارة لنا جميعا.