أمى.. ما زلت يا أمى تسكنين.. فى مهجتى وقلبى.. فى كيانى وحبى.. مثل حبات الضوء.. وخيوط النور.. أطيافك تخترق وجدانى.. كل يوم وساعة.. وتنسج أنفاسى وعزيمتى.. للعودة إليك ورؤيتك.. لأضمك بكل عازة وعوزة.. واطمئنك على حالى وأحوالى، بعد أن تقرأى لى قرآنك.. وتلفينى بكلمات حجابك المنتقى.. وبنقاء إيمانك المرتجى.. وتمررى مصحفك الشريف.. فوق رأسى وعلى أكتافى.. وتذرفى دمعك الطاهر.. داعية من الله.. لدفع البلاء والبلا والحقد والحسد عنى.. فدائماً كنت أعرف يا طاهرة.. أنك أول المحبين وآخرهم.. يا صرخة الضمير المتأجج.. نحو رعايتى بأنفاسك الطاهرة.. وبركاتك النادرة.. يا مرجعى ومسكنى.. يا عمرى الحقيقى.. اشتقت إليك كثيراً.. اشتقت إلى عباءتك النورانية.. اشتقت إلى صدقك النادر.. ووعدك الصادق الأمين.. وإلى نور أعينك المتلهفة علىَّ.. اشتقت إلى أن أذرف الدمع.. على صدرك أشتكى وأشكى.. أنت يا أمى.. ما زلت تعيشين فى عليائك.. بكبرياء وعزة.. إننى أعلمك.. بركة تلف خيالى ووجدانى وعطاءاتى.. وبكل حرص منى على أن أبقى راعياً.. لأمرى وأمور زوجتى وأولادى وأحوالى.. بشرط على يملأه الحب والحقيقة والصدق منك.. بألا أتأخر ولا أتوانى عن لهفتى.. ورعايتى لإخوتى وأخواتى.. وأهلى وأحبائى.. ولمن أخلص لى وأخلصنى.. وسأظل أحافظ على وصاياك.. فأنت وما زلت حتى اليوم تعيشين لقائى.. وقدرى وما تبقى لى.. فموتك لا يضعف إيمانى بك لأننى دائماً معك.. فالموت حق.. والحياة حق.. والله أحق الحق أقسم به بأننى على العهد.. وأننى مؤمن بأننى سأستفيق يوماً.. وأرى نفسى بجوارك فى دار الحق.. اشتقت إليك كثيراً.. فأنت باقية فى واقعى وخيالى.. فكل رحمات الدنيا والآخرة تلفك برعاية الله ورحمته.. وإنك لن تموتى فى ضميرى الحى وعزمى المتين.. وستبقى الصدى والرؤى والمدى.. فأنت أنجبت.. ومن أمثالك الذى ينجب لا يموت.. لك السلام يا محبتى يا أمى. غازى ناصر