أناب الرئيس حسنى مبارك، الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، لرئاسة وفد مصر فى القمة العربية التى تعقد فى الجماهيرية الليبية يوم 28 مارس الجارى. فى سياق متصل، استأنف مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين اجتماعاته التحضيرية للقمة العربية، أمس، بمشاركة لبنان التى قاطعت اجتماعات اليوم الأول عقب الجدل الذى أثير حول مشاركتها فى القمة، بسبب أزمتها الدبلوماسية مع ليبيا التى تستضيف القمة، على خلفية اختفاء الإمام الشيعى موسى الصدر فى ليبيا منذ نحو ثلاثة عقود، حيث يطالب عدد من التيارات السياسية اللبنانية بمقاطعة القمة. ورأس الوفد اللبنانى القائم بأعمال السفارة اللبنانية لدى الجماهيرية الليبية المستشار نزيه عاشور، بعد أن تسلم مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة العربية خالد زيادة الدعوة الرسمية لحضور القمة العربية أمس الأول من أمين شؤون التعاون بالخارجية الليبية الطاهر سيالة، وبحضور عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية. وظهر رئيس الوفد اللبنانى على المكان المخصص للبنان فى الاجتماع وحيدا، بينما خلت المقاعد الخلفية المخصصة للوفد اللبنانى. وتوقعت مصادر دبلوماسية عربية غياب الرئيس اللبنانى ميشيل سليمان، ووزير خارجيته عن القمة، مشيرة إلى أن التمثيل اللبنانى فى القمة سيكون منخفضا فى ظل استمرار مطالبات عدد من التيارات السياسية اللبنانية بمقاطعة مؤتمر سرت. ومن المقرر أن يعقد مجلس الوزراء اللبنانى اجتماعا اليوم الأربعاء، ليتخذ قراره بشأن مستوى تمثيل لبنان فى القمة. وبحث اليوم الثانى من الاجتماعات التحضيرية للقمة عدداً من البنود المدرجة على جدول أعمال القمة، وفى مقدمتها الخطة الفلسطينية المقترحة لدعم القدس والمقدسات. وأكد مدير الشؤون السياسية بوزارة الخارجية الفلسطينية السفير تيسير جرادات، فى تصريحات له أمس، على أهمية القمة للقضية الفلسطينية وللقدس بشكل خاص نظراً لخطورة الإجراءات التهويدية الإسرائيلية المتلاحقة،والمتسارعة. وقال: نعمل كوفد لفلسطين بكل إمكاناتنا لتكون هذه هى قمة دعم القدس والمقدسات. وأضاف: لم يعد كافياً الإدانات، فإسرائيل تتنكر لكل القوانين والأعراف الدولية، ولكل الأصوات المطالبة بوقف الاستيطان والتعديات على القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الأخرى فى الأراضى المحتلة. وأشار إلى أن إقامة كنيس الخراب تشكل البداية للتهويد الحقيقى للبلدة القديمة من مدينة القدس، ولمخطط المس بالمسجد الأقصى المبارك. وقال: وفد فلسطين سيضع مجلس الجامعة فى صورة بخصوص التطورات الخطيرة على الأرض، ويطلعه على طبيعة الانتهاكات الإسرائيلية فى مختلف المجالات، والموقف حاليا لا يحتمل، والقرارات التى ستأخذها القمة العربية يجب أن تتناسب وحجم الحدث، والمأساة كبيرة جدا فى القدس، والمدينة بحاجة لدعم كبير. وتابع جرادات: نتطلع لموقف سياسى عربى واضح وصريح فى هذه القمة، بما يكفل ممارسة الضغط على المجتمع الدولى لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية، ويرغم دولة الاحتلال على الوقف التام للاستيطان ومن ضمنه النمو الطبيعى. وطالب المسؤول الفلسطينى القمة بتوفير كل الدعم المادى والمعنوى والاقتصادى لأهالى القدس لدعم صمودهم ورباطهم فى مدينتهم، مضيفاً: هذا بحاجة لخطة عمل كبيرة لإنقاذ القدس، تتمثل فى الدعم المالى والسياسى والفنى والاقتصادى، فأهالى القدس يواجهون المخططات العدوانية الإسرائيلية بإمكاناتهم البسيطة جدا. وقال: مطلوب من الجماهير العربية أن تأخذ دورها فى معركة الدفاع عن القدس من خلال فتح حسابات مؤسسات وأفراد فى جميع الدول العربية، وبتنسيق مباشر مع الجامعة العربية لضخ الدعم اللازم لمؤسسات المدينة المقدسة وأهلها لكى لا يبقوا وحيدين.