إسرائيل، التى يتصور اللاجئون الفارون من دارفور وإثيوبيا وإريتريا أنها الجنة الموعودة، استنادا لمتاجرتها دوليا بأزمتهم وتصوير نفسها بمظهر المدافعة عن حقوقهم، تنظر داخليا لمسألة اللاجئين باعتبارها واحدة من أبرز القضايا الشائكة، إذ كشفت مؤسسات حقوقية إسرائيلية، عن أساليب خداع وأكاذيب تمارسها سلطات الاحتلال مع أولئك المتسللين عبر الحدود المصرية، بهدف توريط الأخيرة واتهامها بتجاهل هذه العمليات. بحسب تلك المؤسسات، تقوم إسرائيل بنفسها بتنظيم عمليات تسلل «وهمية» تعرض خلالها حياة اللاجئين للخطر من ناحية، وتضغط بها على مصر من ناحية أخرى، وتحملها مسؤولية أى إصابات تقع بين اللاجئين. كما سنت المؤسسة الإسرائيلية مؤخرا قوانين جديدة، تمنع بموجبها اللاجئين، البالغ عددهم نحو 15 ألف لاجئ أفريقى، معظمهم من السودان وإريتريا، من التواجد فى التجمعات الرئيسية. وبسبب هذه القوانين، قدمت المؤسسات الحقوقية التماسا لمحكمة العدل العليا فى إسرائيل لإلغائها، واستشهدت بواحدة من وقائع التسلل، قام فيها جنود إسرائيليون بدفع مجموعة تضم 25 لاجئاً سودانياً فى يوليو 2009 للجانب الآخر على الحدود المصرية، لإيهام الجنود المصريين بأن عملية التسلل تحدث للتو، ما دفع القوات المصرية لإطلاق النار عليهم وإصابة أحدهم. كان جنود احتياط إسرائيليون قد أدلوا بشهادات أمام المحكمة العليا حول هذا الشأن العام الماضى، أثارت حينها جدلاً واسعاً. قال أحد الجنود إن الجيش يخدع الحكومة المصرية والقضاء الإسرائيلى معا، من خلال طرد طالبى اللجوء، الذين يلقى القبض عليهم داخل إسرائيل، إلى الأراضى المصرية دون النظر فى طلبات لجوئهم. والمعروف أن هناك اتفاقا يلزم مصر بإعادة اللاجئ إلى أراضيه حال القبض عليه لحظة محاولة اجتيازه الحدود، لذا يقوم الجنود الإسرائيليون بإرجاع طالبى اللجوء المعتقلين إلى مصر، من خلال فبركة عملية تسلل، تتزامن مع إبلاغ شرطة الحدود المصرية لإجبارها على احتجازهم، بعد أن يصوروا لهم أن اللاجئين وصلوا لتوهم، فيتم إطلاق أعيرة مضيئة ونارية فى الهواء، كثيرا ما يصاب جراءها المتسللون. هذا عن اللاجئين غير الشرعيين، أما عن معاناة اللاجئين الشرعيين فى عملهم، فقد نقلت جمعية «صوت العامل»، المختصة بالدفاع عن حقوق العمال، إحدى حالات انتهاك حقوق اللاجئين السودانيين قائلة «تم الكشف عن تشغيل عمال سودانيين فى إحدى شركات الحراسة، دون منحهم أجرهم الشهرى، وقد وصل 7 عمال بشكل فردى لتقديم شكوى لجمعية صوت العامل فى تل أبيب، عملوا فى حراسة مواقع بناء، وكان عملهم بشكل عام فى ساعات الليل». وأشارت الجمعية إلى أن العمال لم يأتوا إلى مكاتب الجمعية لتقديم شكوى، فهم لم يدركوا أساسا أن معاشهم متدن وأقل من الحد الأدنى للأجر الشهرى، وأنهم يستحقون الحصول على إجازة لعدد من الأيام أسبوعيا. كما أنهم لم يدركوا حقوقهم بالحصول على تأمين وطنى وطبى وأوراق تثبت عملهم.
