أما عن الأم.. ولمكانة سامية مرموقة احتلتها وارتقتها الأم عند ربها فقد وضع الله الجنة تحت أقدامها، وعند رحيلها ينادى المنادى بوحى من ربها: (يا ابن آدم.. اعمل صالحا عسى أن نكرمك من أجله فقد ماتت التى كنا نكرمك من أجلها).. فيا ابن آدم.. إذا تلاعبت بك الأيام، ودارت بك فى فلك التناسى أو النسيان، فلا تنس يوما كانت أحشاؤها لك مقرا ومستقرا ووعاء.. وكان صدرها لك غذاء وسقاء.. وكان حجرها لك رحابا وفناء.. وكان حنوها عليك بلسما وشفاء ودواء.. وكان صوتها لك طربا وغناء، وكان ثوبها لك فراشا وكساء وغطاء.. فكيف يتسنى لك بعد كل هذا وذلك أن تنساها أو تتناساها، وتتخذ لها من دار المسنين أو المنسيين مقرا لمثواها!!... يا ابن آدم.. وحتى يرضى الله عنك وعليك ضع أمك فى مقلتيك ونصب عينيك واغتنم رضاها واظفر بدعاها وهى مازالت لديك وقبل ان يأتيها اليقين وتتسرب من بين يديك.. واعلم علم اليقين أنك مهما ضحيت وأعطيت وأبليت ووفيت فإنك لا ولن توفيها حقها وفضلها عليك.. وأما عن دعوة الأم فإن للأم دعوة مجابة ومستجابة ينشق لها الغمام والسحاب، ويستجيب لها رب الأرباب.. فهل آن لك الأوان يا ابن آدم أن تضع أمك فى مقلتيك ونصب عينيك وتنال رضاها وتغتنم دعاها لك لا عليك حتى تنعم برضا ربك عليك. عميد مهندس متقاعد/ محمد محمود سلامة - الإسكندرية