أودعت محكمة جنح مستأنف العياط حيثيات حكمها الصادر، أمس الأول، على المتهمين فى قضية حادث تصادم قطارى العياط، الذى وقع أواخر أكتوبر من العام الماضى، وخففت فيه المحكمة العقوبات المقضى بها على المتهمين من محكمة أول درجة، وأصدرت أحكاماً بالحبس لمدد تتراوح ما بين 6 أشهر و3 سنوات عن التهم التى وجهتها النيابة لهم بالقتل والإصابة الخطأ ل19 راكباً، وإصابة 39 آخرين، والإهمال والتقصير فى أداء واجبات وظيفتهم، مما أهدر أموالاً طائلة على الجهة الحكومية التى يعلمون بها. قالت المحكمة فى حكمها الصادر برئاسة المستشار محمد شعبان وعضوية القاضيين أحمد حامد على وأحمد الزناتى، إنه ثبت لديها من الأوراق، عدم اتخاذ المتهم الأول قائد القطار 152 إجراءات الوقاية بالاتصال من جهاز اللاسلكى المزود به الجرار للإبلاغ عن العطل بعد مرور ال5 دقائق المسموحة له، وأن اللجنة الفنية أثبتت صلاحية الجهاز المودع بالجرار، وقالت المحكمة إنها استندت فى حكمها ببراءة المتهمين الثانى والثالث من تهمتى القتل والإصابة الخطأ إلى اعتراف المتهم الأول ذاته، بأنه أعطاهما كبسولة الوقاية الأمامية بعد حدوث الواقعة، الأمر الذى رأت معه تبرئتهما من التهمتين، واستندت فى إدانتهما عن تهمة الإضرار بأموال «الهيئة» إلى أنهما لم يتخذا فعلاً إيجابياً، واكتفيا بما تفرضه عليهما القوانين واللوائح دون النظر إلى الغاية المستهدفة من هذه الواجبات، بما يعد إخلالاً بأمانة الوظيفة العامة. وأضافت أن المتهم «الكمسارى الخلفى للقطار 152»، لم يضع الكبسولة، التى توضع عند تعطل القطار، لوقايته من الخلف، وأنه لم يقم بثمة إجراء خلال 5 دقائق، هى مدة محاولة إصلاح العطل الذى أصاب القطار. وقالت: بالنسبة للمتهم قائد القطار 188، فإنه ثبت لديها تعطيله جهاز التحكم الآلى «atc» عن عمد، حتى يتمكن من السير بسرعة كبيرة. وأشارت المحكمة إلى أنها تأكدت أن المتهم مساعد قائد القطار 188، لم ينتبه - وفقاً للوائح الهيئة - لحالة الطريق والإشارات، والسيمافورات التحذيرية التى ثبت أن جميعها كانت تعمل ومضاءة باللون الأحمر وقت وقوع الحادث، وأنه لم يقم بإبلاغ سائق القطار لإيقافه. وأن المتهم مراقب الحركة المركزية فى القاهرة رغم النداء عليه لمدة تجاوزت ال10 دقائق كان أثناءها بدورة المياه، مما أدى إلى عدم استجابته، وكان يمكنه الاتصال بقائد القطار 188، وإبلاغه بتعطل القطار 152، وإمكانية تفادى وقوع الحادث. وأكدت المحكمة أن المتهم الأخير، مراقب برج مراقبة كفر عمار قرر بنفسه، وكما جاء بأقوال الشهود، أنه ترك عمله فى الساعة الثالثة والربع عصراً، رغم أن الوردية المكلف بها تنتهى فى السابعة مساءً.