تعود الناس فى مصر أن يتقبلوا حياتهم اليومية بكل همومها وآلامها وأوجاعها كما تعودوا التعايش معها بكل مشاكلها ويعملون على حلها بطريقتهم الخاصة. ورغم كل هذه الصعوبات والأزمات التى تمر بها النماذج الكادحة فإن طيف الأمل لا يفارق أعينهم.. فهم يتحلون بالصبر، رغم مرارة العيش، ووطأة الفقر، وتفشى المرض!! إن المواطن مازال يسمع عن الحياة الكريمة طوال سنوات خلت فلا يجدها إلا فى زحام كثيف أمام طوابير المخابز، وفى أرغفة خبز صُنعت من قمح فاسد لا يصلح للبشر ويعف عنها الطير، وفى نقص أنابيب الغاز، وفى ارتفاع أسعار السكر والزيت، وفى قلة موارد الدخل، وفى انعدام خدمات المستشفيات العامة، وفى انخفاض مستوى التعليم، وفى اعتصام العمال والموظفين للحصول على حقوقهم، ويسمع المواطن عن الشفافية فيكذب ما تراه عينه، أو تسمعه أذنه، ويحمد الله تعالى على نقاء ضمير المسؤولين، غير أن المنظمة العالمية لحقوق الإنسان نفسها تفاجئه بأن مصر تحتل المركز «111» من الشفافية فى العالم لترده إلى رشده، فيصدق ما رآه بعينى رأسه من فساد رجال أعمال ومسؤولين بالدولة، حين تحصلوا على العديد من قطع الأراضى تبلغ مساحتها آلاف الأمتار لأنفسهم ولزوجاتهم ولأولادهم ولأحفادهم وما تحمله بطون زوجاتهم وزوجات أبنائهم!! وقرارات علاج وزعت على نواب مجلس الشعب، أو خصصت لعلاج الوزراء والمسؤولين ورموز الدولة، ولم يبق له نصيب منها.. وأخيراً يعلم المواطن أن المسؤولية حائرة بين مسؤولى الحكومة فى القطاعات المختلفة، ويصعب جمع شتاتها. رمضان محمود عبدالوهاب