للأسبوع الثالث على التوالى، شهد محيط المسجد الأقصى مواجهات عنيفة بين المصلين وقوات الاحتلال التى حولت مدينة القدسالمحتلة إلى ثكنة عسكرية وفرضت إغلاقا مفاجئا للضفة الغربية لمدة يومين خوفًا من تصاعد التوتر فى محيط المسجد الأقصى، خاصة بعد إعلان عزم تل أبيب تكثيف البناء الاستيطانى فى القدس. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن الأحياء المقدسية القريبة من المسجد الأقصى، شهدت مواجهات وصدامات بين مجموعة من الشبان وجنود الاحتلال، بسبب منع الجنود لهم من دخول المسجد للصلاة مما أدى لإصابة عدد من الشبان بجروح مختلفة. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال أغلقت المسجد فى وجه المصلين ولم يؤد الصلاة سوى 3 آلاف شخص فى حين يصلى بالمسجد ما لا يقل عن 30 ألفاً كل جمعة. ومع اقتراب الموعد الذى أعلنت عنه سلطات الاحتلال الإسرائيلى بأنه سيشهد افتتاح أكبر كنيسٍ يهودى قرب المسجد الأقصى فى 16 مارس الجارى، حوّلت القوات الإسرائيلية القدس وخاصة البلدة القديمة منها، إلى ثكنة عسكرية غابت عنها كل مظاهر الحياة. وقال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس فى حركة فتح إن الآلاف من قوات الاحتلال انتشرت فى الشوارع والأحياء والأسواق المؤدية إلى الأقصى وفرضت قيودا على دخول المواطنين للبلدة القديمة وللمسجد الأقصى، وحدّدت أعمار المُصلين ب55 عاماً فما فوق. وكانت باحة الأقصى خلال صلاة الجمعة شهدت خلال الأسبوعين الماضيين اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال بعد إعلان إسرائيل ضم الحرم الإبراهيمى ومسجد بلال بن رباح لقائمة التراث اليهودية. وسياسيا، أعلن مسؤول فلسطينى أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» طلب من المبعوث الأمريكى لعملية السلام جورج ميتشل خلال اتصال هاتفى ضمانات أمريكية بوقف تام للاستيطان فى القدسالشرقية وإلغاء قرار إسرائيل بناء 1600 مسكن فيها لاستئناف المحادثات غير المباشرة. فى المقابل طالب ميتشل الرئيس الفلسطينى باعتبار اعتذار نتنياهو عن توقيت الإعلان الإسرائيلى عن الخطة الاستيطانية «تراجعا عن قرار البناء فى القدس خاصة أن بيان نتنياهو يوضح أن البناء لن يتم إلا بعد سنوات تكون خلالها عملية السلام والمفاوضات قد حققت إنجازات». وتبدو الولاياتالمتحدة عاجزة عن الضغط على إسرائيل بشأن الاستيطان، حيث أصبح الرئيس الأمريكى باراك أوباما «بدون عضلات فى الشرق الأوسط» بحسب تعبير صحيفة «فينانشيال تايمز» البريطانية التى قالت إن نتنياهو لا يهتم بعواقب أفعاله وأنه لم يقدم ما يجعل الآخرين يثقون فى رغبته بالتوصل إلى اتفاق سلام. واعتبرت الصحيفة أن المقصود بالإعلان عن الخطة الاستيطانية فى القدس هو استفزاز أمريكا حيث تشعر إسرائيل بقلق منذ بداية عهد أوباما من أن سياسة الولاياتالمتحدة تجاهها قد تصبح أقل تسامحا. واعتبرت الصحيفة أن نتنياهو بذلك محق فيما يقوله دائما بأنه «يستطيع الفوز فى أى مباراة ضد البيت الأبيض اعتمادا على دعم الكونجرس الذى لن يوقف المساعدات». ولكن الصحيفة طالبت أوباما باتباع طرق أخرى يستطيع اتخاذها ومنها الاستعانة بورقة «بوش – بيكر» عام 1991 والتى تحذر إسرائيل من أنها لن تحصل على دعم غير مشروط من الولاياتالمتحدة، وهو ما يعرض الدعم الداخلى لسياسة نتنياهو للخطر. ورغم موجة الانتقادات الدولية، أكدت حكومة نتنياهو مواصلتها مشاريع «الاستيطان» فى القدس، وقال سكرتير الحكومة تسيفى هاورز، «أن البناء سيتم تنفيذه فى شتى أنحاء القدس شأنها شأن تل أبيب أو أى مدينة أخرى». وعلى صعيد آخر، اعترفت جيش الاحتلال بقيام جنديين إسرائيليين باستخدام طفل فلسطينى كدرع بشرى، من خلال إجباره على فتح حقائب «مشبوهة»، خشية أن يكون بداخلها قنبلة مفخخة، وذلك خلال الحرب على غزة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن النيابة العسكرية التابعة للاحتلال قدمت لائحة اتهام ضد الجنديين من لواء «جولانى»، بتهمة استخدام مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية.