أثارت تصريحات الرئيس مبارك ونجله، عن الانتخابات الرئاسية والتعديلات الدستورية، غضب قوى المعارضة، ووصفوها بأنها تحمل رسالة بعدم وجود نوايا لإجراء تعديلات دستورية فى الوقت الحالى. من جانبه، أبدى الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، عدم موافقته على تصريحات جمال مبارك، أمين السياسات بالحزب الوطنى، التى قال فيها إن المادة 76 من الدستور، حققت نقلة نوعية فى طريقة اختيار رئيس الجمهورية، موضحاً ضرورة تعديلها، باعتبارها مادة غير صحيحة، وقال: «تعديل الدستور يجب أن يتحقق لتغيير الأوضاع الحالية، وهذا أبسط حقوق الشعب المصرى، ولا يمكن لأحد أن يقنعنا بأن هذه النصوص هى الأفضل، إلا إذا كان المقصود منها الحزب الوطنى»، وأضاف: نحن مستعدون للتضحية من أجل التغيير، ولكن بشرط أن يقتنع المصريون به. وحول تصريحات الرئيس مبارك بأن مصر لا تحتاج إلى بطل قومى قال: «أعتقد أن الرئيس قال ذلك، بسبب تصور لدى البعض بأن البرادعى هو المخلص، ولكنه ليس كذلك». ووصف الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، عدم إجراء تعديلات دستورية بأنه «نوع من التسفيه» لمطالب سياسية جادة يتفق عليها الجميع، وقال حرب ل«المصرى اليوم» إن مطالب تعديل الدستور ليست مجرد مقالات فى الصحف، بل هى المطلب الأول لجميع القوى الوطنية والسياسية، ودونها لا يمكن إجراء انتخابات حقيقية، وتابع: «استقلت من الحزب الوطنى احتجاجاً على المادة 76 لأنها (كارثة)، وتمنع أى منافسة جادة على منصب الرئيس». واعتبر «حرب» تصريحات جمال مبارك بأن الأساس فى الترشح للرئاسة الأحزاب، وأن المستقل استثناء بأنه كلام «غير مفهوم»، مضيفاً: «الانتخابات يجب أن تتاح فيها فرص متساوية لكل المواطنين دون تفرقة، لأن الأحزاب أعدادها محدودة، وحق الترشح فى كل الدول الديمقراطية متاح للجميع بلا استثناء». من جانبه، علق الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب الغد، على تصريح جمال بأن ترشيح المستقل استثناء، قائلاً: «هذا فى ظاهره حق، ولكن يراد به باطل، لأن الأحزاب التى يتحدث عنها جمال اختارها الحزب الوطنى»، موضحاً أن حزب الغد صدرت لصالحه 4 أحكام قضائية، ولكن صفوت الشريف، أمين عام الحزب الوطنى، رئيس لجنة شؤون الأحزاب، يرفض الاعتراف بها. وأضاف نور: «أمين السياسات يتحدث للمرة الأولى عن النزول إلى القرى والنجوع باعتباره من مصادر شرعية الأحزاب، وعليه أن يعرف أنه ليس الوحيد الذى يقوم بتلك الزيارات، ويجب التحدث عن الفرص المتكافئة بين القوى السياسية». واعتبر الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز «الأهرام» للدراسات، تصريحات الرئيس مبارك فى ألمانيا، بأنها رسالة الهدف منها قياس ردود أفعال المعارضة تجاه موافقة النظام على ترشيح البرادعى وفقاً للدستور الحالى، وأشار إلى أن الرئيس فى 30 يناير 2005، قال إن الدعوة لتعديل الدستور «باطلة»، وفى 26 فبراير من العام نفسه، قام بتعديل الدستور، مضيفاً: «زيارات البرادعى لألمانيا وكوريا لا تقف عند حد التكريم والمحافل الدولية، بل الهدف الأساسى منها كسب تأييد الدول الخارجية لفكرة ترشحه لانتخابات الرئاسة فى مصر، والمطالبة بممارسة ضغوط على النظام المصرى»، مشيراً إلى وجود حالة ترقب من مبارك ونجله للبرادعى وأيمن نور. وربط الدكتور عمرو بين زيارة جمال للأقصر، عقب زيارة أيمن نور، وزيارة مبارك لألمانيا عقب زيارة البرادعى بيوم واحد، وقال: «البرادعى ونور حركا الجمود السياسى فى مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، بصورة أكبر مما كانت عليه خلال ال30 عاماً الماضية».
