فيما وصفه بلال فضل، بالأمر «المتداول فى كواليس الوسط الثقافى»، كشف الناقد شعبان يوسف، أن الروائى فتحى غانم تعرض لمضايقات كثيرة، «يقال إن السبب وراءها كان الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل»، بعد أن انتقد «غانم» الكاتب الكبير واستدعاه أثناء رسمه لشخصية يوسف عبدالحميد السويسى بطل روايته «الرجل الذى فقد ظله»، وقال «شعبان» خلال مشاركته بفقرة «سور الأزبكية» من برنامج «عصير الكتب» إن فتحى غانم، ظلم أدبياً، ومن «المحتمل» مشاركة «هيكل» فى هذا، لأنه من المعروف أن الأستاذ «هيكل عندما يغضب»، لا يغضب وحده، ولكنه يستدعى معه غضب بعض الأجهزة. استعرض «فضل»، خلال الفقرة الأخيرة من برنامجه، الذى تذيعه قناة دريم، بعض مشاهد الظلم الذى تعرض له الكاتب الكبير فتحى غانم، والتى وصفها ب«ظلم وصل لحد الإجرام»، وكان أهمها المفاجأة التى فجرها ضيفه، شعبان يوسف بأن روايتى «تلك الأيام»، التى نشرت فى مجلة «صباح الخير» عام 1963، وتم نشرها عام 1966 فى كتاب حذف منها 130 صفحة لأسباب غير معلومة، ورواية «الرجل الذى فقد ظله»، التى نشرت عام 1962 تم حذف 250 صفحة منها. ورداً على سؤال «فضل» إذا كانت الصحافة والسياسة قد ظلمتا فتحى غانم قال: «شعبان» إن الكاتب الكبير «تعرض للظلم أدبياً، حيث لم يكتب عنه كثيرون كما يستحق، رغم أن «نجيب محفوظ» الاسم الأشهر فى عالم الرواية العربية طالما أشاد به، وأثنى على أعماله، وقال «إنه لم يأخذ حقه»، وقال «فضل» إن سيطرة الأقلام اليسارية على الساحة الثقافية ظلمت غانم بسبب احتفائهم بأقلام أقل منه بسبب ميولها اليسارية. وفى الفقرة الرئيسية استضاف «عصير الكتب» الدكتور شحاتة صيام أستاذ العلوم الاجتماعية، وروى بلال فضل، كيف تعرف عليه عندما وقع لأول مرة عام 1997 على كتاب «الدين الشعبى فى مصر: نقد العقل المتخيل»، وانتقل بعدها إلى مناقشة كتاب «السحر وأزمة العقل: الفكر والممارسة» وهو عمل بحثى عن أعمال السحر فى جنوب مصر. يكشف الكتاب عن وقائع وإحصائيات «مدهشة»، منها أن معظم الذين يذهبون إلى السحرة من المتعلمين، ويذكر الكتاب رواية عن طالبة فى كلية طب، ذهبت لأحد السحرة، فأخبرها أنها مصابة بمس شيطانى، من جن تلبسها أثناء محاضرة التشريح، وكذلك كشف الكتاب عن استدعاء أحد أقسام الشرطة ساحراً لسؤاله عن القاتل فى إحدى الجرائم، وكشف الكتاب فى إحصائية مهمة وصفها «فضل» ب«المؤسفة» أن 87.7٪ ممن يتعاملون مع السحرة، يعتقدون بأنهم يفعلون شيئاً حراماً، وأن 96٪ من المسلمين يفضلون الذهاب إلى ساحر مسلم، و84٪ من المسيحيين يلجأون إلى ساحر مسيحى. وقال الدكتور «صيام» إن فترة الستينيات، «حينما كان لدينا مشروع وطنى يلتف حوله المصريون بكل فئاتهم، تضاءلت حاجتهم لسد الاحتياجات الشخصية، فاختفى موضوع السحر والسحرة، ولم يظهر بقوة كما يظهر الآن». وفى فقرة «الروشتة» رشح الكاتب أسامة أنور عكاشة 10 كتب أثرت فى شخصيته للقراءة، جاء فى مقدمتها كتاب «فى الشعر الجاهلى» للدكتور طه حسين، و«فكرة الفقر وفقر الفكر» ليوسف إدريس، و«الإسلام وأصول الحكم» لعلى عبدالرازق، و«أفكار ضد الرصاص» للكاتب الراحل محمود عوض، و«أيام لها تاريخ» لأحمد بهاء الدين، و«طبائع الاستبداد» لعبدالرحمن الكواكبى، ومجموعة مؤلفات د.نصر حامد أبوزيد، و«فقه اللغة» للكاتب لويس عوض، و«مصر المدنية: «فصول فى النشأة والتطور» للمؤرخ يونان لبيب رزق، و«ثورة التنوير فى الفلسفة العربية» للفيلسوف المصرى عبداللطيف العراقى. وكان بلال فضل قد بدأ الحلقة بأسلوبه الساخر، فمدح نظرية المؤامرة وأكد أنها المبرر الوحيد لما يحدث من حذف وإضافة فى مناهج التعليم المصرية، وبدأ فى سرد وقائع المؤامرة التى وصفها ب«الجريمة الكاملة»، فعرض لحذف دروس فى منهج الصف الأول الإعدادى مثل «وطنى مهد الرسالات»، و«جمال الدين الأفغانى» و«باحثة البادية»، لإضافة دروس بديلة مثل «سليمان والحمامة»، و«أنا أحب الطيور»، وبعد إشادة من «فضل» ب«الفرارجى الذى يتدخل فى مناهج التعليم»، ينتقل إلى فصول «أطفال صنعوا تاريخ»، المقررة على الصف الثانى الإعدادى والتى تعرض- حسب بلال- بصياغة ركيكة ومخجلة لقصص وراثة الملك رمسيس الثانى لأبيه، ووراثة خماراويه لأحمد بن طولون.